هاني نعيمبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتحوّلات التي شهدها لبنان في المشهد السياسي، برزت مجموعة عناوين سياسية عريضة سيطرت على النقاش العام، ولكن ثمة الكثير من المسائل التي ترتدي أهمية بالغة على الصعيد الاجتماعي والسياسي لم يُتطرق إليها، لهذا كانت حملة «آذار ربيع الأسئلة».
من المواضيع التي طرحتها الحملة، الإصلاحات المرتبطة بإلغاء الطائفية السياسية إلى الزواج المدني وتوحيد قانون الأحوال الشخصية والعلمنة، بالإضافة إلى الإصلاحات المرتبطة بحقوق الإنسان، من عقوبة الإعدام إلى حقوق المرأة والمثليين والحرية الدينية واستيعاب الديانات الأخرى، كما أنّها تناولت تأثير القوانين على «الذهنيّة» ومفهوم الانتماء من ناحية العروبة والميل للغرب، ولم تستبعد الحملة طرح النقاش في اتفاق الطائف والديموقراطية التوافقية وموقف اللبنانيين من المسألة الدينية بما خصّ العلمانية والإلحاد واحترام الأمور الدينية.
وبخصوص الأسئلة، يقول أندريه بلدي، رئيس جمعية ربيع الأسئلة، «هدفنا الأساس كان لإثارة النقاش في تلك القضايا، قبل الحصول على الأجوبة»، بالإضافة إلى تبيان اختلاف الآراء بشأن هذه القضايا وسُبل حلّها.
يرى أندريه أن للحملة أهدافاً مباشرة وأخرى غير مباشرة. فالأهداف الأولى تتمركز حول الخلاصات التي توصلت إليها هذه الحملة ووضعها بتصرّف الباحثين في علم الاجتماع. وإنّ توسّع هذه الحملة لتشمل قطاعات أوسع من اللبنانيين سيؤدي إلى أن السياسيين يأخذون في عين الاعتبار التوجّهات التي تعبّر عنها النسبة الأكبر من الإجابات، وهذه النتيجة تقع ضمن الأهداف غير المباشرة.
صدر عن الجمعية منذ فترة، كتاب تحت عنوان «ربيع الأسئلة، في صميم الإصلاحات» حمل نتائج الاستفتاء الذي حصل، وفيه أيضاً تحليل وقراءة في تلك النتائج، «الكثير من الأرقام مثّلت صدمة لنا»، يقول أندريه خلال حديثه عن النسبة المرتفعة المؤيّدة للعلمانية، التي تصل إلى 66% تقريباً من نسبة المستفتين، «وهذا ما يدل على نضوج ووعي لدى الشباب اللبناني، وضرورة الإصلاح الاجتماعي ــ السياسي» يضيف أندريه مبتسماً.
واستكمالاً لأهداف الحملة، وبعد صدور الكتاب، تقوم الآن الجمعية بسلسلة من الندوات في جامعة القديس يوسف، تمتد من 3 نيسان إلى 24 أيار، تحت عنوان «محاورات الربيع»، تتناول مواضيع ونتائج الاستفتاء، حيث إنّ كل ندوة تحمل عنوان موضوع أساسي، يشارك فيها عدد من الأكاديميين والإعلاميين والصحافيين والطلاب والناشطين في الحقل القانوني والمدني. وستعمل الجمعية على إصدار منشور وفيلم خاص يحتوي على خلاصات تلك الندوات لتكون مرجعاً للباحثين في هذا المجال.