الزهراني ــ آمال خليلسارعت فاعليات بلدة جنوبية إلى لملمة «فضيحة» تمثّلت بإقدام مراهق في الرابعة عشرة من العمر على «اغتصاب» طفل لا يتجاوز عمره خمس سنوات، منذ أسبوعين، في مقبرة البلدة. ونجحت الفاعليات المحلية بمعاونة أسرة «الجاني» القاصر في إرغام والد الطفل «الضحية» على إسقاط حقّه القانوني الشخصي، على أن يتدخلوا لاحقاً لدى الجهات القضائية لإفلاته من العقاب.
سكان القرية والقرى المجاورة يتهامسون بتفاصيل الحادثة، رغم تكافل الأهالي ووجهاء البلدة الواقعة في قضاء صيدا الزهراني لسحبها من التداول حتى من على ألسنة الأقربين. ويعمل «سعاة الخير»، كما يصفهم البعض، على إعادة الهدوء إلى مجتمع البلدة كأن شيئاً لم يكن، وإعلان الصلح والنيات الحسنة بين عائلة الفتى والطفل.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة المدرسة التي يتابع فيها الفتى تعليمه قد أرسلت إنذارات وتنبيهات عدة إلى ذويه بسبب «تصرفاته السلوكية المنحرفة، وعدم التزامه الآداب العامة والأنظمة»، من دون جدوى، علماً بأن أهالي البلدة ينقلون أن سلوك أفراد الأسرة الآخرين، وخصوصاً الوالد، ليس سويّاً، ويظل جو البيت مضطرباً. أما الطفل «الضحية» الذي يعمل والده ناطوراً في مدرسة الفتى المراهق، وسجّله هذا العام في الحضانة، فإنه يسكن في الحي ذاته.
ولما انتشر الخبر، تدخّلت القوى الأمنية وألقت القبض على المراهق «الجاني»، لكنها سرعان ما أفرجت عنه بسبب إسقاط ذوي الضحية حقّهم الشخصي، على أن تستمر الملاحقة القانونية لاحقاً لعدم إسقاط الحق العام، على الرغم من أن الشائع في البلدة أن القضية طويت بمعية القوى النافذة و«شبح الفضيحة». ومن المفترض أن تعيّن محكمة الأحداث، بعد النظر في القضية، أولى جلسات المحاكمة. لكن اللافت أن كلّاً من الفتى والطفل لن يحصلا على فرصة التأهيل والدعم بسبب رفض ذويهما.