strong>سليم علاء الدينعاش الفرع الأول في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية أمس يوماً حافلاً بالمشكلات التي أتت على خلفية انتخابات الهيئة الإدارية لمجلس طلاب الفرع، والطعن الذي قدمه طلاب حركة أمل وموافقة مدير المعهد الدكتور أكرم قانصوه عليه. وقد تهجّمت مجموعة من طلاب الكليات الأخرى، ولا سيما كلية الحقوق والعلوم السياسية على حرم المعهد بعدما ادعت إحدى طالباته أن أحد زملائها قد شتمها، فحضر أحد أقاربها مع أصدقائه «انتقاماً للشرف»، رغم أن بعض الطلاب رأوا أن الإشكالين مرتبط أحدهما بالآخر. أما القوى الأمنية فحضرت مدعومة «بأسلحتها» ونزلت بقوتها إلى حرم المعهد، وتعاطت مع الطلاب بالتدافع والشتم والضرب والركل بالأرجل، سواء أكان لهم علاقة بالإشكال أم لا، ولم يسلم الزملاء الصحافيون من اعتداء بعض العناصر.
وفي تفاصيل ما جرى في المعهد أمس، أشار عضو المجلس الطلابي حسن شعبان (السنة الأولى رسم وتصوير) إلى أن «طلاباً من حركة أمل حاولوا الضغط عليّ كي أقاطع جلسة الاثنين، لكنني شاركت فيها لكوني مستقلاً، ولم أكن إلا مستقلاً»، لافتاً إلى «أنني كنت أتابع حصة الدكتور يوسف غزاوي عندما دخل نحو ثمانية طلاب، وأخرجوني من الصف ومنعوا أي أحد آخر من الخروج أو الدخول إليه، وهددوني ووضعوني أمام خيارين: أحدهما أن أترك الجامعة، والثاني أن (آكل قتلة) يومياً». ولدى استفسارنا عن الموضوع، رفض رئيس مجلس الفرع المنتهية ولايته ميلاد عباس (حركة أمل) اتهام شعبان، مشيراً إلى أنّ «كل ما في الموضوع أن الشباب عاتبوا شعبان على ما بدر منه، وخصوصاً أنه كان واحداً منا، وكان مرشحاً لمنصب تنظيمي في شعبة الجامعة من مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل، ومن الطبيعي أن يحاسب تنظيمياً، لا بالضرب طبعاً».
ولم يكد الإشكال الأول ينتهي، حتى وقع إشكال آخر على خلفية شتم إحدى الطالبات، فتدخلت القوى الأمنية لفض الإشكال، فأقفلت البوابة الرئيسية للمعهد، قبل أن يعلن قانصوه إيقاف الدروس في المعهد، داعياً الطلاب إلى مغادرته سريعاً، قبل أن يجتمع بمجموعة من الطلاب والمعنيين بالإشكال الأخير بوجود أعضاء المجلسين السابق والمنتخب في سعي لإيجاد حلول لما جرى في المعهد.
بالعودة إلى تداعيات انتخابات الهيئة الإدارية أول من أمس، لفت رئيس المجلس المنتخب، سامر قبيسي إلى أن «سبب قرار المدير قبول الطعن هو الضغط عليه من حركة أمل، رغم اعتراف مندوب الإدارة الدكتور علي شعيب بشرعية العملية لانتخابية»، مشدداً على أنهم لم يسلمونا شيئاً، فنحن مستعدون لأن نبدأ من الصفر». وكشف قبيسي عن بيان سيوزعه المجلس المنتخب اليوم، مستنكراً فيه ما جرى في المعهد في اليومين الأخيرين، كما سيوزع أعضاؤه الورود على الطلاب».
من جهة أخرى، رفض عباس «التسليم لمجلس مطعون في شرعيته»، مؤكداً «أننا سنبقى نمارس صلاحيتنا حتى إجراء انتخابات جديدة للهيئة الإدارية، وخصوصاً بعدما وافق المدير على الطعن الذي قدمته حركة أمل».
ورأى قانصوه أن «أي قرار تتخذه الإدارة، من الطبيعي أن يعجب فئة من الطلاب وأن يثير استياء مجموعة أخرى»، مشيراً إلى أنه «يحق للدكتور شعيب مندوب الإدارة أن يتخذ قراراً من دون الرجوع إلى من انتدبه». وأكّد أنّ «المجلس المنتخب غير شرعي، وسأعين موعداً جديداً للانتخابات»، رافضاً أي اتهام له «بالتحيز لمصلحة حركة أمل»، مضيفاً: «أنا ابن حزب الله وابن حركة أمل وابن اليسار، ولكن بالقانون...!».