أطلقت جامعة البلمند مشروع «إعادة تدوير النفايات الصلبة» تحت شعار «UOB Recycles»، ووُضعت سلال خاصة بالمشروع على المكاتب وفي الصفوف والكافيتريا والحرم الجامعي
أمل ديب
تنتشر المستوعبات الحمراء (للمعدن) والخضراء (للزجاج) والصفراء (للبلاستيك) والنيلية (للورق) على الطريق الممتد من مدخل جامعة البلمند إلى مبنى الزاخم، حيث يقام الاحتفال. تسمع صوت الموسيقى يصدح من بعيد، وحين تقترب من المبنى، تستقبلك فرقة موسيقية طلابية يرتدي أعضاؤها قمصاناً كتب عليها «Glass Only»، فتخال للوهلة الأولى أنّه اسم الفرقة، ليتبين لك، بعدما ترى معظم الطلاب المتجمعين يرتدون القمصان والقبعات، أنّ هذه الملابس الملونة بألوان المستوعبات هي جزء من الحملة الترويجية للمشروع.
توضح الموظفة في المكتبة ربى عبد الله أنّ الفكرة ولدت منذ 4 سنوات حين بدأت موظفات كلية إدارة الأعمال بفرز الأوراق التي تعد الكمية الأكبر من النفايات في الجامعة «وتعرّفتُ إلى شخص يأخذ الورق إلى مصنع في وادي شحرور لإعادة تصنيعه». وبعد نجاح هذه التجربة وانتشار الخبر في الجامعة، تألفت لجنة مشتركة ضمت معهد البيئة ومكتب الطلاب الأجانب ومكتب شؤون الطلاب ومكتب المباني والأراضي وعدداً من الموظفين والأساتذة المهتمين، للبحث في إمكان إطلاق المشروع وتعميمه، ثم جرى العمل على إشراك الطلاب بهذا المشروع، فكان نادي الطبيعة أول المهتمين، إذ أنشأ مكتب التدوير (Recycling Office) ليكون خلية عمل تترجم مقررات اللجنة المشتركة.
واستعدت اللجنة منذ شهرين للتحضير للحملة، فتولى الطلاب مسؤولية تغليف السلال والمستوعبات المخصصة للمشروع التي طبع عليها الشعار والتي ستوزع على كل المكاتب والمباني. واهتم الموظفون والأساتذة بالترويج للمشروع عبر الاتصال بالمدارس والبلديات، وتصميم الملصقات والمنشورات الإعلانية، والاتصال بالشركات التي ستهتم بتجميع المواد المفروزة الجاهزة لإعادة التدوير. «الخطة كبيرة والخطوة الأولى فيها هي البلمند، وسوف نبحث عن تمويل ودعم من الأمم المتحدة لاستكمال المشروع»، يقول رئيس نادي البيئة رستم يمق.
من جهتها، توضح منسقة مكتب الطلاب الأجانب مايا النبتي «أن المشروع سيتسع ليضم المدارس المجاورة والبلديات المحيطة في المنطقة، على أن تكون الخطوة المقبلة إشراك طلاب المدارس في الحملة، وقد أبدت المدارس اهتماماً كبيراً وطلبت منا وضع مستوعبات لديها». وتلفت الأستاذة المحاضرة في قسم العلوم البيئية رانية المصري إلى أن الهدف من المشروع هو «خلق فلسفة بيئية جديدة تقوم على تخفيف الاستهلاك وإعادة استعمال ما نستهلكه، وصولاً إلى إعادة التدوير». وقد بدت الأستاذة المحاضرة في كلية الهندسة، الدكتورة رولى جدايل متحمسة للمشروع فـ«قد حان الوقت لأن نقوم بمبادرة حضارية كهذه، ولا سيما أن الجامعة ترمي الكثير من الأوراق». أما ردود أفعال الطلاب فكانت إيجابية، «كان لدينا الوعي لأهمية إعادة التدوير، لكننا كنا ننتظر أن يقدم أحدهم على المبادرة، وها هي الجامعة تبادر»، يقول الطالب إيلي. وتثني الطالبة فيرونيك على كلامه، مؤكدة استعدادها لالتزام المشروع بالكامل. وقد تخلل الاحتفال الذي تضمن كلمات للجنة المنظمة ونادي البيئة، عرض فيلم قصير بعنوان «A World of Waste» (عالم من القمامة)، إضافة إلى عرض مفصل عن المشروع. كما عرض فيلم وثائقي صوره نادي البيئة هو عبارة عن مقابلات مع الطلاب عن أسئلة ثلاثة: «شو يعني Recycling؟، ليه ما بصير Recycling في لبنان؟، وهل ستطبق قوانين إعادة التدوير إذا اعتمدناها في البلمند؟». وقد اختلفت إجابات الطلاب بين المعرفة الكاملة عن الموضوع والجهل التام حتى بمعنى كلمة Recycling، وكما عادة اللبناني أن يقيم صلة بين المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأوضاع السياسية، ألقى بعض الطلاب اللوم على السياسيين بعدم أخذ الموضوع على قدر كافٍ من الأهمية «بدن لبنان يضل زبالة»، يقول أحدهم، كما لم ينسوا إضافة شعار «اللبناني مش واعي» الذي يتردد في مناسبة وفي غير مناسبة.