باريس ـ بسّام الطيارةرغم محاولة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير التملّص من إعلان لقائه مع نظيره السوري وليد المعلم، على هامش المؤتمر الوزاري لجيران العراق، الذي بدأ أعماله أمس في الكويت، بالقول قبل ساعات من اللقاء إن «أجندة الوزير لم تكتمل»، فإن البعض يرى في اللقاء الذي تم «تحولاً نوعياً» بعد أشهر من «القطيعة» التي أعلنها الرئيس الفرنسي خلال زيارته لمصر. بينما يرى آخرون أنه «إشارة إلى فشل سياسة عدم التواصل العلني»، بعدما أكدت مصادر عدة أن التواصل لم ينقطع خلف الكواليس حول ملف لبنان ومجالات الأمن ومحاربة الإرهاب. وقد وصف بيان لوزارة الخارجية اللقاء بأنه «محادثات ثنائية» تطرقت «إلى عدد من الملفات المتعلقة بالمنطقة وخصوصاً ملف لبنان»، وقضايا ثنائية. ومع إشارته إلى أن «روح الصراحة» سيطرت على المحادثات، أضاف أنه «تم التطرق إلى أفضل الطرق لحل المسائل العالقة»، مما يشير إلى «اختلاف واضح في وجهات النظر»، حسب تفسير أحد المتابعين للقاء.
وتساءلت أوساط في باريس عن سبب «تلاعب» كوشنير بإعلان اللقاء، الأمر الذي سبب له انتقادات، وخاصة أنه تم الإعداد للقاء قبل أيام، وكانت الجهات السورية تؤكده لكل مستفسر. ولم تجد هذه الأوساط تفسيراً لهذا «التلاعب» إلا كون الدبلوماسية الفرنسية حاولت حتى آخر لحظة «مهادنة طرف إقليمي نصح لباريس بعدم لقاء ممثلي طهران ودمشق».
وبعدما وصلت أخبار «دوام اختلاف وجهات النظر» بين باريس ودمشق، تزايدت الانتقادات، وتساءل البعض: ماذا ربحت الدبلوماسية الفرنسية من فترة قطيعة علنية فرضتها على نفسها دون أن تستطيع تحريك الأمور، غير أن يصب كوشنير زيتاً على نار موقع هذه الدبلوماسية عبر اتهامه دمشق مراراً بأنها لا تدفع نحو الحل، قبل أن يعود للجلوس مع وزير خارجيتها؟