غسان سعوديبدو أن نجم نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر لن يأفل قريباً، ففي موازاة استمرار المر في جذب الأضواء إليه، بتوضيحه أنه لم يخرج من تكتل التغيير والإصلاح ليدخل في تكتل آخر، كان أحد مسؤولي المعارضة يناقش اقتراحاً جديداً قدّمه أحد المقربين من المر، دون علم شيخ بتغرين، على ما يشاع. ويقضي الاقتراح بتولي المر مسؤوليات رئاسة حكومة انتقاليّة تكون مهمتها الأساسيّة الإشراف على الانتخابات النيابيّة، ثم انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.
وفي رأي المقترح أن أرثوذكسيّة المر لن تثير مشكلة، فهو مقرّب جداً من البطريرك نصر الله صفير، الذي سيؤمن له الغطاء الماروني نتيجة ثقته به، واعترافه في أكثر من مناسبة بأن للمرّ في السياسة سجلاً يكاد يكون استثنائياً في خبراته وسعة آفاقه مقارنة بسياسيي الموارنة.
ويرتكز الاقتراح الذي وصفه المسؤول ـــ النائب في المعارضة بالمفاجئ على نقطتين رئيسيتين: أولاهما، خبرة المر في إدارة وزارة الداخليّة والبلديّات، وفي صناعة قوانين الانتخابات وتركيب اللوائح وتنظيم العمليّة الانتخابيّة، وثانيهما، وقوف المر، وخصوصاً بعد انسحابه من تكتل التغيير والإصلاح، في نقطة نادرة اليوم، على مسافة واحدة من طرفي الصراع.
ويتوقع أن تجد هذه الخطوة، بحسب النائب المعارض، ترحيباً عملياً من طرفين أساسيين في الصراع السياسي، هما رئيس مجلس النواب نبيه بري، صديق المر، القادر على إقناع المعارضة بقبول الاقتراح إذا ناسبه، والولايات المتحدة التي يُقال إنها لا ترفض للوزير الياس المر طلباً، وقد سبق لها أن اقتنعت باقتراحه ترشيح قائد الجيش العماد سليمان للرئاسة، وهي قادرة على إقناع حلفائها اللبنانيين بقبول اقتراح كهذا، يُعدّ مخرجاً لأزمتها الصامتة والمستمرة في لبنان.
فيما لن يجد الاقتراح، الذي سيسمح للمر في حال تطبيقه بإعادة دوزنة وجوده السياسي بشكل يضمن استمراريته، من يعارضه من القوى الوازنة في البلاد.
فتيار المستقبل من جهة وحركة أمل وحزب الله من جهة أخرى، لن يجدوا مخرجاً أفضل. أما الأطراف المسيحيون فسيكونون منقسمين في قبولهم للاقتراح بين متحمس ومحرج ومن لا يستطيع رفضه لحسابات انتخابيّة، بحسب ما يتابع النائب. فرئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون الذي كان سبّاقاً في المطالبة بحكومة انتقاليّة، سيجد أن مثل هذا الاقتراح يستنهض آمال مؤيديه بحصوله على الأكثرية في الانتخابات النيابية، التي ستسهل وصوله إلى بعبدا. أما حزب الكتائب اللبنانيّة، ومعه حزب القوات اللبنانية، فلن يعارضا الاقتراح حين يشعران بجديّته، لعدم خسارة فرصة التحالف مع المر أو تبادل الأصوات معه في أيّة انتخابات نيابيّة مقبلة، وهما يعلمان أن إدارة المر لانتخابات نيابيّة مبكرة برضى المعارضة أفضل للأكثريّة من ترك الفراغ وحكومة الرئيس السنيورة يديران عمليّة تسمح (بالشكل) للمعارضة بالتشكيك سلفاً في نتائجها.
في انتظار تبلور هذا الاقتراح، يقول مقدمه إنه ينطلق من معرفته الوثيقة بنائب رئيس مجلس الوزراء، وثقته بقدرة هذا الرجل على اجتراح العجائب السياسية. وكان قد طلب إبقاء الاقتراح بعيداً من الأضواء حتى يجد من يتبناه ويمشي به إلى النهاية، معرباً عن اعتقاده بأن اقتناع المر الأب نظرياً ثم عمليّاً سيوصل الاقتراح إلى حيّز التطبيق.