strong>ديما شريفارتدت الفتيات «التنانير» الملونة الواسعة و«المكشكشة»، زيّنّ شفاههن باللون الأحمر القاني، ووضعن زهوراً في شعورهن، أما الشبان فمنهم من رسم شارباً أسود على وجهه، ووضع آخر «سومبريرو» ليدخل في الجو، فيما التزم البعض اللباس التقليدي المكسيكي. استعد طلاب كلية السياحة والفنادق في الجامعة اللبنانية جيداً لليوم الإسباني ـــ المكسيكي الذي أحيوه في باحة كليتهم، فانتشرت أعلام الدول المحتفى بها إلى جانب العلم اللبناني، ووزعت على الطلاب «بادجات» جمعت الأعلام الثلاثة، علقها معهم الأساتذة وموظفو الجامعة والزوار. انتظمت فرقة موسيقية في باحة ملعب الكلية، ودوزنت آلاتها تحضيراً للغناء، فرافقها الطلاب جميعهم بغناء «Viva Espania» و«La Cucaracha»، إذ بدا أن الجميع يحفظ هاتين الأغنيتين، حتى الأساتذة وموظفو الجامعة، فرقصت بعض الفتيات اللواتي شاركهن السفير المكسيكي خورخي ألفاريز فوينتيس فتمايل على أنغام الموسيقى. ثم انتقل الجميع إلى الطعام فاختلطت المناقيش اللبنانية بالمارغريتا المكسيكية والدجاج على الطريقة الإسبانية.
صاحبة فكرة اليوم الإسباني ـــ المكسيكي الدكتورة كاتيا بارودي أوضحت أن كلية السياحة في الجامعة اللبنانية تدرّس البرنامج الأكثر تطوراً في لبنان على المستوى الأكاديمي في ما يتعلق باللغة الإسبانية، فتتبع أحدث البرامج التعليمية في أوروبا وإسبانيا.
وتضيف بارودي أن 80 في المئة من الطلاب في الكلية يتحدثون الإسبانية، فهي من أكثر اللغات استعمالاً في العالم، وسهلة ومهمة سياحياً. ولا يتابع جميع الطلاب الصفوف اللغوية نفسها، فكل اختصاص في الكلية يأخذ ما يلزمه من قواعد اللغة الإسبانية. وهذه هي السنة الثانية على التوالي الذي ينظم فيها هذا الحدث، مع اقتصاره السنة الماضية على الاحتفال بإسبانيا فقط، ولكن لم يعلن عنه بسبب التوتر المنتشر بين الناس بعد حادثة قتل الشابين زياد غندور وزياد قبلان، حسبما تقول بارودي. وتكمن أهمية هذا اليوم في أنه يوجه رسالة شكر لإسبانيا على تعاونها مع الكلية، وتقديمها منحاً متنوعة للطلاب، وأيضاً لتشجيعها على تقديم المزيد. فقد استفاد طلاب كلية السياحة في السنوات الماضية من أكثر من تسع وعشرين منحة إسبانية، تنوعت بين دورات صيفية لدراسة اللغة الإسبانية، وسنة ماسترز في اختصاصهم الجامعي.
ويجمع الطلاب على الاستفادة الكبرى من مناسبات كهذه، تزيدهم فهماً للثقافات الغربية مع الاستمتاع في الوقت نفسه، فيرى بعضهم أن هناك تشابهاً بين اللبنانيين والإسبان، ويرغب الطلاب في الكلية بمعرفة المزيد عن الثقافة الإسبانية التي يتعلمون لغتها. وقال الطالب في السنة الرابعة إدارة فنادق علي زغيب إن اليوم الإسباني ـــ المكسيكي يشجع انتشار اللغة الإسبانية بين الطلاب الذين يتعلمونها في الكلية. ويوضح زغيب أنّ السفارة الإسبانية ستعزز المنح المعطاة للطلاب كلما ازداد اهتمام الطلاب والإدارة بالثقافة واللغة الإسبانيتين.
وبدت اللغة الإسبانية في بيتها، بحيث تمكن الطلاب من إطلاق الحوارات مع الضيوف من دون أن يواجهوا أية صعوبة لغوية.
وكان الاحتفال قد استهل بالنشيد الوطني اللبناني والمكسيكي والإسباني. وغنّى السفير المكسيكي خورخي ألفاريز فوينتيس نشيد بلاده كاملاً بصوت عالٍ، فاستحق هتاف الطلاب الذين احتشدوا حوله وتصفيقهم.