الباروك ــ أميمة زهر الدينيعاني فوزي نعيم محمود، صاحب مؤسسة «الفراس» التي تعمل في تصنيع المنتجات الزراعية في الباروك، من تجاهل الجهات المانحة، رغم تقديمه عدة طلبات للحصول على قرض يعينه في إنقاذ مؤسسته التي يتهددها خطر الإفلاس. ويتابع محمود منذ عام 1997 كل ما يصدر عبر وسائل الإعلام سعياً للحصول على أية مساعدة أو عون من المساعدات والقروض الآتية من الخارج أو التي تخصص لقطاعات إنتاجية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولكن من دون جدوى، ومنها: الاتحاد الأوروبي، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، صندوق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مجلس الإنماء والإعمار، جمعية أصايل، جمعية بادر وغيرها من الجمعيات.
ويقول محمود: «كل جهودي باءت بالفشل ولم ألق إلا الكذب والتسويف أو أعذاراً بأن منطقة الشوف غير مشمولة بالبرامج المذكورة، حتى قال لي أحدهم: حصتك عند وليد جنبلاط فراجعته. ذهبت إليه وتكرّم وتسلّم مني الملف، لكني حتى اليوم لم ألق جواباً».
سافر محمود إلى المكسيك عام 1976 بسبب الحرب، وعمل هناك لمدة أربع سنوات. عاد بعدها إلى الوطن وعمل تاجراً متجولاً. وبعد انتهاء الحرب الأهلية، أسس معملاً لصناعة العرق التقليدي عام 1993 وطوّره لتصنيع مواسم المنطقة من دبس عنب ورب البندورة وغيرها.
المؤسسة التي قامت على مبادرة فردية تسعى إلى طلب الدعم المالي لزيادة المعدات كي تتمكن من تصنيع أنواع إضافية من المحاصيل الزراعية، وخصوصاً أن الفكرة لاقت نجاحاً واستحسان الناس حيث وفرت على المزارعين عذابات كبيرة، وخاصة من كان يقصد مناطق بعيدة لتصنيع إنتاجه من العنب والبندورة.
كما تمكنت المؤسسة من التعاقد مع مؤسسات توزيع جديدة وأصناف جديدة مثل الكشك البلدي، رب الرمان وماء الزهر للتمكن من توسيع نطاق عملها، لكنها الآن بحاجة إلى قرض ميسّر بقيمة 20,000 دولار.
تقدم محمود بطلب من صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التابع لمجلس الإنماء والإعمار بشخص السيدة رندة عرقتنجي «وقد أرسلت لي السيد غالب غصن للكشف على المعمل الذي يستوفي كامل الشروط، لكني بعدها لم ألق جواباً. طلبت مساواتي على الأقل بالذين استفادوا من قروضهم بناءً على مستندات تثبت رعايتهم لبعض المؤسسات في الجنوب، إلا أنها اعتبرت أن كل المستندات التي بحوزتي مزوّرة. أعترف أني بعدها توجهت إليها بكلام غير لائق. لكن، لماذا يجوع أبنائي، بينما أبناؤهم ينعمون بكل ما يشتهون؟ ألا يحق لي العيش بسلام في هذا الوطن؟ هل رئيس بلدية كبرى بحاجة إلى التعويض له عن «كم بقرة» بمبلغ مرقوم أكثر من المواطن الفقير؟ وهل صاحب مستشفى كبير أحوج لدعم مؤسسته أكثر من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟ كل ما تفعله الدولة هو زيادة الغنيّ غنى والفقير فقراً حتى لم يعد هناك من طبقة متوسطة».
ويختم محمود: «بحوزتي كل الدراسات والمستندات التي تخولّني الاستفادة من القروض وأنا مستعد لعرضها، لكني لست مستعداً للتسكع لدى أي مسؤول للحصول على قرض كما قيل لي لأني عزيز النفس. أنا لا أسرق، إلا أنني أطعم أولادي بعرق جبيني».