قتِلت سيدة برصاص تشتبه في أن زوجها أطلقه عليها بسبب خلافات مالية بينهما. وتأتي هذه الجريمة «العائلية» في ظل استنفار أمني كثيف في المنطقة التي وقعت فيها الجريمة منذ حادثة حوش الزراعنة يوم الأحد الماضي
البقاع ــ أسامة القادري

دخل رامز ظهر أمس إلى محله المعد لبيع الألبسة في بلدة الكرك. زوجته يمامة تدير المتجر منذ دخوله السجن. كان في المحل أيضاً ابنهما إبراهيم. حمل رامز مسدساً كان في حوزته وصوّبه نحو وجه زوجته. حاول إبراهيم الوقوف بين والديه، لكن الرصاصة الأولى كانت أسرع. أصيبت يمامة بطلق ناري أرداها في وقت قصير، قبل أن يُصاب الابن بجرح طفيف في ذراعه. رمى رامز المسدس وفر إلى جهة مجهولة.
هذه الجريمة التي وقعت في بلدة الكرك البقاعية أمس، والتي وُضِعَت في إطار عائلي، والتي يُشتبه في أن رامز ش. (55 عاماً) ارتكبها، أعادت إلى الأذهان جريمة بلدة عين قانا الجنوبية التي كُشِف النقاب عنها في بداية آذار الماضي، وراح ضحيتها رب أسرة يشتبه في أن ابنه وزوجته اشتركا في تنفيذها، حيث قُتِل رب الأسرة ودُفِنَت جثته في حوض الورود على سطح منزله.
وأتت جريمة يوم أمس لتحرّك الواقع الأمني الذي تعيشه منطقة البقاع الأوسط منذ الجريمة التي أودت بحياة اثنين من محازبي الكتائب اللبنانية قبل ثلاثة أيام. لكن يبدو أن كثافة الحواجز والتشدد الأمني والعسكري الذي تعيشه مدينة زحلة ومداخلها ومحيطها لم تؤدِّ إلى حماية يمامة شرف الدين (50 عاماً) التي قُتِلَت أمس في محلها ببلدة الكرك (قضاء زحلة)، إضافة إلى ابنها إبراهيم الذي أصيب بجروح.
وفي التفاصيل المروية عن جريمة الكرك التي وقعت أمس، يجري الحديث عن أن رامز ش. أطلق النار من مسدسه الحربي عيار 7 ملم على زوجته يمامة (50 عاماً)، كما أصاب ولده إبراهيم (30 عاماً) في محلهم المخصص لبيع الألبسة الواقع على طريق عام زحلة ــ الكرك.
وحسبما يروي أقارب المغدورة، فإن الأسباب المباشرة للجريمة مالية، لأن رامز يتكل على زوجته في تغطية مصاريف المنزل، وقد تفاقمت مطالبه بعدما صدم منذ شهر ابن بلدته مهدي درويش بسيارته، فأدخل الأخير على أثرها المستشفى بعدما دخل في غيبوبة أقعدته في غرفة العناية الفائقة في أحد مستشفيات المنطقة. وتابع أحد أقارب المغدورة أنه «على أثر هذه الحادثة أدخل رامز السجن ولم يفرج عنه إلا بعد تعهده بدفع تكاليف المستشفى». والمحاولات التي قام بها لتكفل وزارة الصحة لم تنفع بعد رفض الوزارة تغطيته لعلمها بملابسات الحادث. «وبدلاً من العمل، أصبح يلحّ على زوجته، لكونها هي مَن تدير المحل وتتسلّم حساباته، فانتقم منها لأنها غير قادرة على تغطية نفقات طبابة درويش».
أما أوساط أهل المشتبه فيه، فأشارت إلى أن رامز أقدم على فعلته بعدما تمنّعت زوجته التي استولت على أمواله ومحله عند دخوله السجن منذ مدة عن تغطية نفقات المستشفى، «لأنه كان مهدداً بدخول السجن ثانية إذا لم يدفع مصاريف العلاج، بموجب التعهد الذي أقره على نفسه». وتابع القريب أن «الزوجة تعلم أن وزارة الصحة لم تكفل تغطية علاج درويش».
أما أوساط أهل المشتبه فيه، فأشارت إلى أنه حاول مراراً أن يقنعها بدفع ما يجب عليه حتى لا يعود ثانية إلى السجن، فرفضت الزوجة مدّه بالمبالغ، ما أثار جنونه، فأطلق النار عليها من مسدس حربي عيار 7 ملم ليصيبها إصابة قاتلة أردتها فوراً. ولدى تدخل ابنه إبراهيم أطلق باتجاهه النار فأصابه إصابة طفيفة في ذراعه فنُقِل إلى المستشفى اللبناني الفرنسي حيث تلقى العلاج وأخرِج فوراً. بعدها، فرّ المشتبه فيه إلى جهة مجهولة، تاركاً سلاحه في مكان الحادث، فصادرته مخابرات الجيش اللبناني. وعلى الفور حضرت القوى الأمنية التي باشرت التحقيقات في ملابسات الحادث، وعملت على رفع البصمات وجمع الأدلّة الجنائية، فيما مُنع الاتصال بالمصاب إبراهيم من إدارة المستشفى التي يعالج بها.