القاهرة ـ الاخباركشفت مصادر واسعة الاطلاع أن عواصم عربية تقوم بوساطات بين القاهرة ودمشق من جهة ودمشق والرياض من جهة أخرى، قد جمّدت مساعيها بسبب ما وصفته بـ«حال الإحباط التي تنتابها جرّاء عدم تجاوب القاهرة والرياض مع هذه المساعي إيجاباً». وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أوقف وساطته التي كان قد أعلن عنها غداة مشاركته في القمة العربية التي عقدت الشهر الماضي في العاصمةالسورية.
وأشارت المصادر إلى أن القاهرة اعتذرت لكل من صنعاء وطرابلس عن التجاوب مع مبادرات سرية في هذا الإطار.
من جهة أخرى، أعلن مصدر عربي أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري طلب من وفد مصري التقاه أخيراً إبلاغ الرئيس مبارك أنه من دون حلحلة الوضع على محور (س ــــ س) في إشارة إلى السعودية وسوريا، فإنه لا أمل مطلقاً في حسم ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وإذ أكد المصدر أن القاهرة والرياض تتخوفان من استمرار الأزمة الرئاسية في لبنان إلى أجل غير مسمى، أشار إلى أن السعودية أكدت أنها مع أي حل لانتخاب الرئيس وفقاً للقواعد الدستورية.
وكان مسؤول سعودي رفيع المستوى قد شدد في ندوة صحافية خاصة في القاهرة على أن بلاده ليست مع أي طرف على حساب طرف آخر، متهماً سوريا بمحاولة خلط الأوراق وزيادة حجم نفوذها السياسي والأمني في
لبنان.
ورأى أن بلاده لا تتحمل أية مسؤولية تجاه تدهور العلاقات الثنائية مع دمشق، موضحاً أن السعودية سعت مراراً لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بإبداء المرونة اللازمة ورفع يد سوريا عن لبنان، لكن من دون جدوى.
ولفت إلى أن السعودية تشعر بالقلق مما وصفه بـ«مظاهر التشيّع المبالغ فيها في سوريا»، مشيراً إلى أن «حرص دمشق على تطوير علاقاتها مع إيران يجب ألا يتخذ منحى دينياً كما يحدث الآن»، بحسب قوله.