يقبل اللبنانيون بكثافة على تناول حبوب الفيتامينات المركّبة، انسجاماً مع الظاهرة التي تنتشر عالمياً. ويعتقد الكثيرون أنهم، بذلك، يتّبعون سلوكاً صحياً جيداً لا يحتمل التأويل. إلا أن بعض الدراسات الجديدة تتجه حالياً نحو التشكيك بهذه الفرضية. فالفيتامينات هي مركبات عضوية ذات وظائف حيوية هامة، يحتاج إليها جسم الإنسان بكميات قليلة، لذلك تصنّف على أنها «مغذيات صغرى»، يجب عدم الإفراط في تناولها، وتخطي ما يسمى بـ«حد السمية» في كل منها.فقد أظهرت دراسة حديثة لجامعة واشنطن أن تناول فيتامينات س وإي والفولات لا تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة كما يشاع، وأن تناول الـ«بيتا كاروتين» من قبل المدخنين قد يزيد من احتمالات إصابة هؤلاء بسرطان الرئة.
تلعب الفيتامينات والأملاح دوراً مهماً في سلامة صحتنا، إلا أن تناولها من دون إشراف طبيب قد يؤدي إلى مفعول عكسي، وخصوصاً إذا تخطت الكميات المتناولة منها ما يحتاج إليه الجسم فعلياً. فالإفراط في تناول الفيتامين «C» يعرّض الإنسان لخطر الإصابة بحصى الكلى والتهابات المفاصل والإسهال، وربما التسمم الغذائي. ويؤدي الإفراط في تناول فيتامين «B» إلى حدوث التهاب في رسغ اليد والإصابة باعتلال حسي إدراكي وتوسع في الأوعية الدموية وانخفاض في ضغط الدم.
لذلك، تجب استشارة الطبيب قبل الشروع في تناولها، ويجب تناولها باعتدال. وفي مجمل الأحوال، قد يغني اتباع نظام غذاء غني ومتنوع وصحي مصحوباً بالتمارين الرياضية عن تناولها.