عين الحلوة ــ خالد الغربيفي وثيقة عهد العودة، حضر العشرات من الفلسطينيين إلى المركز الثقافي الفلسطيني، ينتمون إلى أجيال متعاقبة. يصر يونس محمود شعبان «أبو فوزي» من حطين (طبريا) وهو في الـ 84 من عمره على أن يكون هو «المبتدئ» وأول الموقعين بالدم، ويجيب ببداهة من أصقلته معاناة التشرد: «لا تسألني ماذا أتذكر من وطني وبلدتي حطين، بل اسألني إن نسيت أصغر حبة تراب من بساتينها وسهولها ووديانها».
حماسة أبو فوزي وشغفه النضالي يدفعان العشرات إلى التوقيع أيضاً بدمائهم، منهم عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أبو خالد نوفل، والعامل الفلسطيني عادل خاطر الذي يوقع بالدم أيضاً، معرفاً عن نفسه في الخانة المخصصة لـ«الصفة» بـ«فلسطيني عائد إلى فلسطين».

ودماء الأمن المفقود

وفي المخيم دماء لفلسطينية جرحت عندما انفجرت عبوة ناسفة في وقت مبكر من فجر أمس استهدفت منزل زوجها محمود أبو الكل الذي لحقت به أضرار مادية.
والحادث الأمني يرفع من مستوى تخوف الأهالي من أن شيئاً ما يحضر للمخيم، ولا يخفي العديد من أبنائه شعوراً متزايداً بالقلق. ويشير أحد أبناء المخيم إلى إنه كلما سمع تصريحات المسؤولين الفلسطينيين عن الوضع الأمني «الممسوك» في المخيم، وعن عدم «تكرار» أحداث البارد، ازدادت شكوكه ومخاوفه، «فالقادة يضمرون عكس ما يقولون»، بحسب الفلسطيني الذي يكتفي بالتعريف عن نفسه بـ«أبو بلال».
وتعليقاً على الحادث الأمني الجديد، شبّه القائد العام للكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان، العميد منير المقدح، هذه التفجيرات بالاحتلال الإسرائيلي، وقال في تصريح إنها «تضر بأمن المخيم وأهله، ونحن نقوم بجهد لكشف من يقوم بهذه التفجيرات ومعاقبته».
ووصف المقدح الوضع الأمني في المخيم بـ«الجيد»، لافتاً إلى أن اللقاءات مستمرة بين كل القوى فيه، ومتهماً «أطرافاً عديدة لها أصابع هنا وهناك بالوقوف وراء هذه الأحداث، لأنها تريد الضرر بهذا المخيم، ولأنها مستفيدة من توتير الوضع الأمني فيه». وأضاف: «مهمتنا كفصائل فلسطينية وقوى سياسية أن نردع كل من يريد أن يعبث بأمن المخيم والجوار، وأن نتابع الخيوط التي توصلنا إلى الفاعل لمعاقبته وتسليمه إلى الجهات الأمنية اللبنانية المختصة». وشدد على أن «أي مخيم فلسطيني في لبنان لا يمكن أن يتحول إلى نهر بارد آخر، وخاصة مخيم عين الحلوة».
تجدر الإشارة إلى أنه الانفجار الثاني من نوعه الذي يستهدف عنصراً من فتح، إذ سبقه قبل أيام قليلة استهداف سيارة عنصر آخر في الحي نفسه، كما أنه يأتي بعد سلسلة أحداث وإشكالات أمنية شهدها المخيم في الآونة الأخيرة.