strong>سارة أنطونعلى خطى ألاف المهاجرين اللبنانيين إلى المكسيك، انطلق 24 طالباً جامعياً من بيروت إلى بويبلا ليشاركوا في نموذج الأمم المتحدة العالمي الذي تنظّمه جامعة هارفرد. وأمام تمثال المهاجر اللبناني الأوّل حمل الطالبان ماكسيم باز وكاريل حايك من الجامعة اللبنانية الأميركية جوائز عن آدائهم الديبلوماسي المتميّز بين أكثر من 1500 طالب من حول العالم.
يفرض البرنامج على المشاركين أن يمثّلوا بلدان مختلفة عن وطنهم الأمّ في محاكاة لعمل الأمم المتحدة في لجانها ومجالسها المختلفة. وتشير الأستاذة في قسم العلوم الاجتماعية جنيفر سكولتي عويص، إلى أنّ هذا النوع من البرامج يأتي استجابة لحاجة الطلاب إلى الشقّ التطبيقي وهو «فرصة لكي يلتمسوا مجالات العمل المختلفة التي تدور في فلك نخصّصهم في العلاقات الدولية والعلوم السياسية أو الاقتصادية».
«خارج الجلسات شعرنا أننا سفراء لبنان!»، يؤكد جو الحلو من الجامعة الأميركية (AUB)، الذي شارك في هذه التجربة رغم إعاقته البصرية. وتضيف تريسي صهيون من الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) أنّ مهمّة رسم الواقع اللبناني كانت صعبة جداً أمام بعض المشاركين الذين ظنّوا أنّ لبنان بؤرة حروب أو آخرين استغربوا حتّى من وجود الكهرباء فيه. أما أماني عبد الغني (LAU)، فقد شددت على مدى جهل معظم المشاركين هناك بمدى التنوّع في لبنان وأنّ هذه الخبرة وسّعت أفاقهم كمواطنين وكطلاّب: «وكأنّها أعطتنا أجنحة لنرى الأمور من فوق، لنرى كيف ينظر العالم إلينا وإلى قضايانا». وتعود ترايسي لتضيف أنّه رغم التحضيرات المكثفة التي أشرفت عليها الجامعة، أعطانا المؤتمر خبرة ديبلوماسية فعلية «بدءاً من أصول وقواعد التعامل التي لا يتساهل من ناحيتها مدير الجلسة وصولاً إلى اللحظات التي تخطب فيها أمام عشرات الكراسي المشغولة بطلاب من حول العالم، وطاولات تثقلها أوراقهم وتحضيراتهم الجادة».
ومن بين أربعين جائزة استطاعت بعثة الجامعة اللبنانية الأميركية أن تحصد اثنتين.
وحول هذا الموضوع يشرح جو (AUB) أنّ الجوائز اعتمدت على مجريات الجلسة وليس فقط على أداء المندوب: «على رغم التحضير، من المستحيل أن أقنع بصفتي ممثّل عن دولة قطر، دولاً تنتمي إلى التحالفات الأخرى بقرراتي»، مشيراً إلى أنّ الغرض ليس فقط القيام بأفضل عرض «أو أن تجعل القرار الذي تدعمه يقترن بالنجاح فالدبلوماسية الناجحة تكون في التوصل إلى توافق على قرار أو مقترح».
هكذا، وعلى مدى خمسة أيام أزال المشاركون عنهم صفة الطلاب وبناطيل الجينز واستبدلوها بالصفة الديبلوماسية في الحلّة الرسمية السوداء ليستثمروا شهوراً من التحضير المسبق في لبنان. وفي حين اختارت الجامعة الأميركية بعثتها من النادي الطلابي «نموذج الأمم المتحدة العالمي» بعد عملية محاكاة مصغّرة نظّمت تحت إشراف طلاّب ذات خبرة بهذا النوع من البرامج، تخصّص الجامعة اللبنانية الاميركية برنامج اختيار سنوي تحت اشراف أساتذة قسم العلوم السياسية يمتدّ على فترة شهرين. ويجري خلال هذين الشهرين تدريب المشاركين من حيث المضمون والأسلوب. وقد رافق الدكتور سكولتي ـ عويص في الإشراف الدكتور وليد الذي نوّه بالجهد والعمل المتقن الذي قدّمته بعثة الجامعة ديبلوماسياً واجتماعياً.
إلى جانب رزمات الأبحاث، تضمّنت جعبة LAU العرق البلدي والحلويات إلى القرية الكونية حيث تمثّل كلّ بعثة ثقافتها الأمّ. ولكيّ تكون «السفرة دايمة» استطاعت هالة الحلو، مسؤولة البعثة، أن تنسّق عبر القارات مع بعض السكان من أصل لبناني تأمين المأكولات طازجة. استمرّ التنسيق اللبناني في إحدى السهرات المنظّمة حيث اشتبكت أيادي الطلاب اللبنانييّن بأيادي مواطنيهم من المركز الثقافي اللبناني في المكسيك أمام أكثر من 39 دولة مشاركة لتقديم الدبكة «عالأصول».