صور ــ آمال خليلساد الجدل في مدينة صور بعد هدم البلدية الحائط المعروف بحائط النبي إسماعيل. ورأى بعض مرتاديه أن عمل الهدم يسيء إلى قيمة المكان المقدس. ولكن ما لا يعرفه هؤلاء أن الحائط لا يستدعي البكاء على أطلاله، وليس أثرياً كما يشاع، بل أنشأته المديرية العامة للآثار قبل 12 عاماً بشكل مؤقت لحماية الآثار البحرية من الأمواج، وهو جزء من حائط الدعم الممتد على طول الجهة البحرية للموقع المبني في الستينيات، الذي تداعى وانهار تدريجاً وبات يمثّل خطراً على الآثار التي انكشفت بوجه الأمواج العاتية، ما دفع بالقيمين على تنفيذ مشروع الإرث الثقافي في المدينة إلى هدم ما تبقى منه وإعادة بنائه من جديد وفق مواصفات خاصة تتناسب مع البيئة البحرية. ويوضح مدير الآثار في الجنوب علي بدوي أن المديرية «ستغتنم الفرصة لتقوم بكشف احتياطي وحفريات للبحث عن آثار قد تكون مطمورة تحت الحائط وتوثّقها». أما مقام النبي إسماعيل المقدس الذي يعود لمئات السنين فيعدّ فريداً من نوعه في المدينة، وتعمل البلدية على تأهيله وبناء غرفة الهيكل الذي يضم ضريحاً تقول روايات إنه للنبي إسماعيل، أو إنه قد مرّ في المكان وصلّى فيه قبل أن يغادر المدينة. وتنقل روايات أخرى أن الضريح يعود لوليّ أو هو قبر لأحد جنود صلاح الدين الأيوبي الذي سقط خلال قتاله الصليبيين. أما الرواية الأكثر شيوعاً فهو أنه صنيعة صيادي المدينة الذين كانوا يضيئون الشموع ويقدمون النذور في المكان لحمايتهم من البحر الذي شهد زلازل متكررة.