عكار ــ خالد سليمان لا تزال «شياطين المخابرات» تسكن مركزهم في حلبا رغم إنزال لافتات الثناء على وحدة المسار والمصير، واستبدال صور عائلة الأسد بصور الشهيد جورج حاوي على مقرِّ الحزب الشيوعي المجاور للمركز. واليوم، يقفل المركز الثاني من حيث الحجم في لبنان بسلاسل حديديّة، لا تمنع بعض الحشريين من اقتحامه بين الحين والآخر للتلصّص على مكتب العقيد محمد مفلح، الأشبه بالأسطورة وسط العكاريين. والروايات عن مآثر مفلح تمرّ حتماً بنوّاب كانوا ينتظرون ساعات لتناول فنجان قهوة معه، ويحاضرون اليوم عن السيادة والاستقلال. وبدوره، يذكر المسؤول في تيار المستقبل نزار قاسم اضطراره إلى نيل رضى الضابط السوري قبل افتتاح مكتبه الهندسي في المبنى الموازي للمركز، وسط ترقب البعض لعودة السوريين «وإلى هذا المكان تحديداً». أما إدمون كمون، أحد مالكي العقار، فيقول إن السوريين والدولة اللبنانيّة لم يدفعوا أي أجر لقاء شغر المبنى ثلاثين عاماً عارضاً بيعه بمليون دولار.