strong>جعجع جاهز للحوار في مجلس النوّاب أو الحكومة والكتلة الشعبية تثمّن مواقف سليمان
تصادف اليوم الذكرى الثالثة لانسحاب القوّات السوريّة من لبنان في 26 نيسان 2005، ولا تزال العلاقات بين البلدين على حالها من التدهور، انعكس توتراً في العلاقات العربية ـــــ العربية زاد من تعقيدات الأزمة اللبنانية

تراجعت حدة التراشق بالمواقف بين الموالاة والمعارضة، في وقت تابع فيه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، اتصالاته مع أركان «قوى 14 آذار» من أجل بلورة موقف موحد من مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خلال لقاء يعقده أركان هذه القوى. وكان جنبلاط قد أكد في كلمة له خلال مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي انعقد في فندق البريستول أمس «أن ثورة الأرز لم تنته بعد، وما زال النضال طويلاً للغاية أمامنا، وليس لدينا من خيار سوى الاستمرار»، لافتاً إلى «أن قوى 14 آذار حققت مكاسب مهمة للغاية، فصحيح أنها نظرية من خلال الحوار الذي دار قبل الحرب، ولا سيما بالنسبة إلى العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، ففي ذلك الحين وفي الإجماع كنا قد حققنا مكسب المحكمة» التي أشار إلى أنها «تسير ببطء، إلا أن العدالة ستتحقق لا محالة». ورأى أنه إذا تمّ إقرار لبنانية مزارع شبعا فيمكن تحريرها «بكل الطرق من الناحية الدبلوماسية وربما العسكرية».
ووصف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بأنه سلاح لمجموعات مؤيدة لسوريا لا تمت بصلة إلى الفلسطينيين، لافتاً إلى «الفشل في التوصل إلى حل لهذه المسألة ومسألة سلاح «حزب الله» في طاولة الحوار التي انعقدت قبل حرب تموز، حيث قلنا في حينه إنه لا بد من وضع استراتيجية دفاعية تؤدي يوماً ما إلى أن يكون قرار الحرب والسلام في يد الدولة اللبنانية»، مؤكداً «أنه لا يمكن أن يكون هناك دولة موازية للدولة وجيش مواز للجيش اللبناني».
وحدد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد في كلمة له أمام المؤتمر ما وصفها بالثوابت التي يجب أن يرتكز عليها الحوار، وهي «احترام الدستور اللبناني وتطبيقه واحترام قرارات طاولة الحوار، احترام مبادرة السلام العربية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، بما فيها القرارات 1559، 1701، 1680 و1597».
من ناحيته، أكد الأمين العام للاشتراكية الدولية، لويس آيالا «اهتمام الاشتراكية الدولية دائماً بلبنان»، وأشار إلى اللقاءات التي عقدها الوفد مع القيادات اللبنانية، لافتاً إلى «أن الرسالة التي أطلقناها واحدة، وهي أن لبنان يهمنا، وسنحاول المساعدة قدر الإمكان».
وكان وفد الاشتراكية الدولية قد التقى على هامش المؤتمر وفداً من المعارضة السورية.

الحوار «موضة» 8 آذار اليوممن جهته، جدد الوزير محمد الصفدي تأكيد موقف «التكتل الطرابلسي» المؤيد للحوار، مشيراً إلى أن الحوار المطلوب هو «الذي ينطلق من تثبيت ما اتفق عليه في طاولة الحوار سابقاً وتأكيده، ويعيد إنتاج السلطة بالتوافق بين اللبنانيين سنداً لميثاق العيش المشترك، وذلك بدءاً من انتخاب رئيس الجمهورية».
ورأى «أن أفضل قانون للانتخابات النيابية هو القانون الذي يحظى بأوسع تأييد ممكن من القوى السياسية والحزبية الفاعلة»، مشيراً إلى أن «التكتل كان قد تقدم في عام 2003 باقتراح قانون للانتخابات النيابية على أساس النسبية، مع العودة إلى المحافظات التاريخية الخمس، واعتبار كل واحدة منها دائرة انتخابية».
وأكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني «أن الحوار هو مطلب الجميع»، مشيراً إلى أنه «يجب أن يكون برعاية رئيس الجمهورية».
من ناحيته، شدد عضو كتلة «التحرير والتنمية»، النائب ميشال موسى على أهمية المساعي التي يبذلها جنبلاط «والتي قد تثمر رداً إيجابياً من الموالاة على دعوة بري، يسهم في إطلاق حوار مجدٍ لإنقاذ البلد مما يتخبط به»، فيما رأى النائب أغوب بقرادونيان أن «الموافقة على الحوار والتوصل إلى إعلان نيات حول الحكومة المقبلة وقانون الانتخاب أسهل بكثير من تأليف حكومة انتقالية»، مشيراً إلى أن «الكلام على اقتراح حكومة انتقالية برئاسة النائب ميشال المر هو للإيقاع بين الموارنة والأرثوذكس».
على صعيد الوضع في زحلة، استمرت الاتصالات لتطويق حادثة حوش الزراعنة، وبرز على هذا الصعيد زيارة عضوي «الكتلة الشعبية»، النائبين عصام عراجي وكميل معلوف لبيت الكتائب في المدينة، حيث قدما واجب العزاء بعضوي الحزب سليم عاصي ونصري الماروني، وكان في استقبالهما رئيس إقليم زحلة الكتائبي إيلي ماروني وأعضاء المكتب السياسي الإقليمي للحزب.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للنائب عراجي أن ماروني «رحب بضيفيه، واصفاً الخطوة بالإيجابية التي تؤسس لوأد الفتنة».
وثمنت «الكتلة الشعبية» «عالياً تأكيد قائد الجيش العماد ميشال سليمان أن جريمة حوش الزراعنة «النكراء المستهجنة الممقوتة» كانت فردية وأن الحادث لم يكن مدبراً كما يروج».
وأكدت الكتلة بعد اجتماعها برئاسة النائب إيلي سكاف في مقرها في حي سيدة النجاة في زحلة أنها «تضم طاقاتها إلى جهود قائد الجيش في ملاحقة المطلوبين».

«لا مصلحة للبنان بالصدام مع سوريا»
على صعيد آخر، وعشية ذكرى الانسحاب السوري من لبنان، أعرب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، عن صدمته «بأن الفئة التي كانت تمثل التبعية والانصياع، الفئة التي كانت تقول إن الوجود السوري موقت وشرعي وضروري فتحت الحرب على سوريا فور خروجها من لبنان»، وقال: «لقد ألقينا سلاحنا بعدما خرج السوريون، أما هم ففتحوا النار على مؤخرة السوريين المنسحبين، وما زالوا إلى الآن يهاجمون النظام السوري».
ولفت إلى أنه لا مصلحة للبنان بأن يكون على صدام دائم مع سوريا، مشيراً إلى أن العلاقة التي يجب أن تحكم البلدين هي «العلاقة الجيدة وحسن الجوار والأخوة».
ودعا الحكومة إلى إيجاد المدفونين في أرضها، محملاً إياها مسؤولية كشف مصير المفقودين اللبنانيين في السجون السورية. وأكد عون أنه يقف اليوم إلى جانب المسيحيين للدفاع عن حقوقهم، كما وقف إلى جانب السنّة عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإلى جانب الشيعة إبان حرب تموز، مجدداً التحذير من مخطط توطين الفلسطينيين في لبنان.
في غضون ذلك، نقل رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الدكتور فتحي يكن عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بعد زيارته في دمشق، «أن سوريا لا تريد من لبنان ومن تياراته الفكرية ومؤسساته الرسمية وأحزابه السياسية سوى المحافظة على عروبة هذا البلد وعلى دوره الوطني الريادي في مواجهة كل مشاريع التغريب، وآخرها مشروع الشرق الأوسط الجديد»،
موضحاً أن «موقفها هذا ينبع من حرصها على مصلحة لبنان الآنية والمستقبلية التي لا يزايد عليها فيها أحد، وهي مع أي حل يتوافق عليه اللبنانيون».
إلى ذلك كشف رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين معلومات عن أن الرئيس الأميركي جورج بوش التزم لإسرائيل بإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الفترة الباقية من ولايته.
في المقابل، اتهم النائب عمار حوري حزب الله «باختلاق وفبركة أكاذيب تستهدف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في موضوع التوطين، متجاهلاً في الوقت نفسه ما يقوم به بشار الأسد، من مفاوضات مع العدو الإسرائيلي ويتباهى بالإعلان عنها».