فداء عيتانيقبل أعوام ثلاثة، كان بعض علماء الدين يرسل تقارير مخابراتيّة إلى الأمن السوري لاعتقال علماء دين شبان و«تربيتهم». وأحياناً، كان يُستعان بقضاة لإيداع علماء دين السجن لأيّام، لعلّهم يرتدعون عن غيّهم. والغيّ هنا لم يكن أكثر من تعبير سياسي عن مواقف لم تكن المؤسّسة الدينية الرسمية تحبّذ سماعها، أو كانت تعتبرها مسيئة للشقيقة سوريا، قبل لبنان. أحد هؤلاء العلماء الشبّان هو الشيخ يوسف الغوش الذي يقف اليوم في صفّ العلماء المتّهمين بالتعامل مع سوريا، أيضاً نظراً إلى مواقفه السياسية. ويمكن سرد عشرات من الأسماء التي عانت خلال الوجود السوري ما عانته قبل أن تنسحب القوات السورية. أما من كان يرسل التقارير إلى المخابرات، فهو نفسه من يهاجم سوريا على المنابر وفي خطب الجمعة، ومن يحرّض على الفتنة ضد الشيعة، ولا يتورّع عن التكفير، ويضرب بسيف السلطان بعدما أتخِم من خبزه والكافيار. بعد أعوام ثلاثة على الانسحاب السوري، كل ما يمكن قوله: ليتهم انسحبوا قبلها، لكانوا وفّروا علينا وعلى أنفسهم الكثير من الأكاذيب.