زحلة ــ نقولا أبو رجيلييعتمد أصحاب الأراضي والبساتين في حي المدينة الصناعية الواقع شرق مدينة زحلة على مياه نهر البردوني لري مزروعاتهم التي تصلها من خلال أقنية من الباطون أُعدّت لهذه الغاية.
مياه النهر التي تختلط بمجارير الصرف الصحي تفيض من الفتحات الموزّعة في أماكن مختلفة لتحويل المياه من بستان إلى آخر، وتغطي الطرقات الرئيسية والفرعية. «إذا كنت مغسّل سيارتك ما تمرق بالمدينة الصناعية» نصيحة يتناقلها أهالي مدينة زحلة وجوارها، الذين يتجنّبون المرور في المدينة الصناعية، حيث تغمر المياه الآسنة طرقاتها الرئيسية والفرعية التي تربط «عروس البقاع» بقرى السهل وبلداته.
يتجدّد هذا الوضع سنوياً مع بداية موسم الري، وتحويل مياه النهر إلى الأقنية، التي تكون قد تراكمت فيها الأوساخ طيلة فصل الشتاء. وإهمال إزالتها قبل استخدامها يسبّب انسداد المجاري واندفاع المياه من الفتحات الحديدية باتجاه الطرقات، ولم تنفع المراجعات والشكاوى التي أثارها سكان المنطقة وأصحاب المحالّ والمؤسسات الصناعية والتجارية في الحدّ من تفاقم هذه المشكلة التي تمتدّ لسنوات. أمّا أصحاب البساتين، فيحمّلون بلدية زحلة مسؤولية عدم استحداث أقنية جديدة تنظّم عملية توزيع المياه على الأراضي، ومسؤولية إهمال إزالة الأوساخ التي تتراكم في الممرات المائية قبل تحويل المياه إليها. ولم تستطع البلديات المتعاقبة في زحلة من إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة المزمنة، وتعلّل الأسباب بتعنّت أصحاب البساتين ومزاجيتهم باستخدام الطرقات في هذه المنطقة لتحويل مياه الري من قطعة أرض إلى أخرى، ضاربين بعُرض الحائط التدابير التي اتخذتها البلدية للحد من الضرر. لا تعدّ ولا تُحصى المشاكل التي حصلت بين السائقين، بحيث تبدأ بالسباب والشتائم وتنتهي بالتشابك بالأيدي او باستخدام العصيّ والآلات الحادة، ومن نسيّ منهم إقفال زجاج سيارته كان عرضة للمياه الآسنة تقذفها سيارة مقابله، ولا يسلم بعضها من كميات كبيرة تسبّب إتلاف البضائع وتعطيل الأعمال.
تجدر الإشارة إلى أن المياه التي تُستخدم لري الأراضي الزراعية تختلط بأقنية الصرف الصحي، ضمن أقنية تمتد حوالى 3 كلم لتصب في نهر الليطاني، بجانب الطريق ـــ الجسر التي تربط مدينة زحله بقرى البقاع الشرقي، كما أن مساحات كبيرة من المزروعات والأشجار في تلك المنطقة ترويها المياه المبتذلة.