عُثر على جثة اللبناني رياض حمد يوم 16 نيسان 2008 عائمة في بحيرة لايدي بيرد بمدينة أوستن الأميركية ـــــ ولاية تكساس. وعندما رَفَعت الشرطة الجثة من مياه البحيرة، وجدت أن عيني الضحية معصوبتان، وأن يديه ورجليه مكبّلتان، ورغم ذلك، رجّح رجال الشرطة مع بداية التحقيق الأوّلي أن يكون حمد قد انتحر.رياض الصلح محمد حمد لبناني يبلغ من العمر 56 عاماً، هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل بلوغه العشرين من عمره، حيث نال شهادة جامعية قبل أن يبدأ التدريس في مدينة أوستن، وكان قد بدأ في الفترة الأخيرة دراسته العليا في اختصاص تكنولوجيا التربية. وكان حمد من الناشطين المعروفين في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وكان قد خضع مرتين لاستجواب مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية FBI الذي وصفه عاملون فيه بعد العثور على جثته بأنه شخص «ذو أهمية» لهم، رافضين الإفصاح عن مضمون تحقيقاتهم المتعلقة به. بدورها، قالت الشرطة المحلية في أوستن إن مقرّبين من حمد ذكروا أمامها أنه كان يعاني ضغوطاً كبيرة، وأنه كانت لديه ميول انتحارية. كما رفض محقّقو الشرطة المحلية الربط بين وفاة حمد ونشاطاته أو التحقيقات التي أجراها معه مكتب التحقيقات الفدرالية.
وخلال الأسبوع الماضي، طالب تجمع اللجان والروابط الشعبية إيلاء قضية حمد الأهمية المطلوبة، مناشداً إرسال لجنة قضائية لبنانية لتقصي الحقائق بشأن ظروف وفاته، للتحقق مما إذا كانت طبيعية أو مرتبطة بظروف نشاطاته. وأمس طالب رئيس لجنة حقوق الإنسان المحامي هاني سليمان السلطة اللبنانية بالتحرك من أجل كشف الحقيقة في ظروف وفاة حمد. ودعا سليمان منظمات حقوق الإنسان اللبنانية والعربية والدولية، بما فيها لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للتحرك الفوري من أجل فتح تحقيق «نزيه وشفّاف وقانوني في هذه القضية الخطيرة». كما دعا رئيس الرابطة الأهلية في الطريق الجديدة راجي الحكيم ورئيس جمعية شبيبة الهدى مأمون مكحل السلطات القضائية والأمنية والدبلوماسية اللبنانية إلى التحرك لتقصي الحقائق وكشف الحقيقة وملاحقة مرتكبي الجريمة في حال التأكّد منها.
(الأخبار)