فداء عيتانيانبنى تيار المستقبل حين اضطرت الحالة الحريرية المرتبطة برجل واحد إلى تكوين دينامية عمل سياسية وجماهيرية لتغطية النقص الذي ألمّ بها، والتيار يعمل وفق توجهات يمينية محافظة تخضع للتقسيم الطائفي، وإن كان أنصار التيار وقادته يصفون أنفسهم بالليبراليين. لا موقف ولا تصريح ولا مشروع أو مبادرة أو حركة قام بها هذا التيار تخرج عن كونه إحدى القوى الطائفية المغرقة في التخلف، مثله مثل القوى الأخرى، ولا يمكن، وفق أي تشخيص أو خيال مهما اجتهدت بهما قوى اليمين، سواء سياسياً أو ثقافياً أو فكرياً، ولا حتى بالخيال العلمي، أن يُصَنَّف «المستقبل» مدافعاً عن حقوق العمال. ولكن المستقبل، كجميع القوى اليمينية، يمد يده نحو العمال والنقابات لتشكيل وعي بديل، يتعامل مع الأصول النقابية بصفتها أداة للحفاظ على السيطرة، ومنع تقدم النقابات بتعديلات جوهرية على القوانين، وتطوير الأوضاع العمالية. راقبوا «دورة التثقيف النقابي» التي أقامها تيار المستقبل في الجنوب، ولاحظوا «مساعدة العمال والنقابيين على الإلمام بالقوانين وحقوقهم وواجباتهم».