strong>لا يزال المشتبه فيهما بارتكاب جريمة زحلة فارين من وجه العدالة، ويوجّه أفراد من عائلتي الضحيتين اتهامات للنائب إيلي سكاف بإخفاء المشتبه فيهما في بلدة عميق، وهو ما نفاه سكاف
رضوان مرتضى
بعد مضيّ 10 أيام على جريمة زحلة التي ذهب ضحيتها المسؤولان الكتائبيان نصري ماروني وسليم عاصي، قرّر إيلي ماروني، شقيق الضحية نصري، وبحسب ما ذكرته لـ«الأخبار» ابنة عمه الزميلة غادة عيد، «التقدم بادّعاء مباشر اليوم ضد كل من طعمة ذ. وجوزف ذ. وكل من يظهره التحقيق مشاركاً ومحرّضاً ومتورطاً في الجريمة». وأحد المحرضين بحسب الشهود العيان، أضافت عيد، «هو النائب إيلي سكاف».
الزميلة غادة عيد التي تم استدعاؤها إلى زحلة للإدلاء بإفادتها اليوم، رأت أن هناك «تلكؤاً في التحقيقات لجهة إعلان النتائج حول نوعية الرصاص الموجود في السيّارات التي أصيبت خلال إطلاق النار، وبينها سيارة المشتبه فيه جوزف، الأمر الذي سمح للنائب إيلي سكاف أن يبرر للقتلة فعلتهم، معتبرة أنه يجب أن يحاسب سكاف بتهمة التحريض والتستر على القاتل». وحسب قول عيد فإن سكاف «أعطى معلومات غير صحيحة حول تعرّض سيارة المشتبه فيهما لإطلاق النار، بينما تشير التسريبات إلى أن الرصاصات الموجودة في سيارة جوزف ذ. تعود إلى سلاحه هو، كما أن إفادات الشهود العيان تشير إلى أن إطلاق النار كان من جانب واحد، هو جانب الأخوين جوزف وطعمة ذ.» ونفت الزميلة عيد اعتبار أن الجريمة فردية وغير مدبّرة، وضمت صوتها إلى صوت أهالي الضحايا الذين يرون أن للجريمة خلفيات أخرى. وقد عابت عيد على سكاف وصفه للمأتم بالفولكلور، معتبرة أنه كان من المنتظر من سكاف نفسه إعلان الحداد في زحلة.
المشتبه فيه الرئيسي في القضية، جوزف ذ.، محكوم بجريمة قتل سابقة: «لقد قَتَل ابني في المنطقة عينها التي قُتِل فيها نصري ماروني وسليم عاصي، في حوش الزراعنة» قالت والدة أندريه صليبا لـ«الأخبار»، مضيفة: «إيلي سكاف هو الذي خبّأه بالأمس وخبأه اليوم، وحينما قتل ابني أنكر سكاف معرفته بمكان القاتل. إلا أنه بعد تفتيش منزله تبيّن أنه يأوي مرتكب الجريمة. وما حصل بالأمس يتكرر اليوم».
والدة صليبا أشارت إلى أن قاتل ابنها «كان ممنوعاً من دخول زحلة لمدة 10 سنوات، فكيف يدخل إليها ويتجوّل فيها حاملاً سلاحاً مرخّصاً تحت عنوان أنه مرافق للنائب إيلي سكاف». كما ذكّرت والدة صليبا بأن جوزف ذ. سبق أن أطلق النار على أحد الشباب من آل الغزالي مما أدى إلى شلله، لافتة إلى أنّ المحكوم لم يدفع حتى اليوم ديّة ابنها البالغة 75 مليون ليرة.
سكاف: لو كنت أعلم...
من جهته، رفض النائب والوزير السابق إيلي سكاف في اتصال مع «الأخبار» بداية الدخول في سجالات إعلامية، لكنه رد على الكلام عن تهريب الأخوين جوزف وطعمة ذ. بغطاء منه إلى بلدة عمّيق البقاعية (إلى الجنوب من بلدة قب الياس)، معتبراً أن هذا الكلام مفبرك وهو لا يعلم «أي شيء عن الموضوع. ولو كنت أعلم مكان الأخوين لكنت سلّمهتما كما فعلت منذ أكثر من 12 عاماً عندما ارتكب جوزف ذ. جريمة قتل». وأشار سكاف إلى أنه «أكبر المتضررين من بقاء المشتبه فيهما طليقين لأن ذلك يؤثر على وحدة أهالي زحلة». أما الكلام عن أن جوزف ذ. كان ممنوعاً من دخول زحلة، فقد نفاه سكاف نفياً قاطعاً، معتبراً أن ذلك لا أساس له من الصحة، متسائلاً: «لماذا المنع إذا كان قد أنهى مدة محكوميته؟». كذلك نفى سكاف الكلام المتداول عن أنه استحضر رخصة حمل السلاح لجوزف الذوقي.
ولفت سكاف إلى أن كون «جوزف صاحب سوابق لا يعني أن الحقّ عليه وأن للجريمة خلفية وأبعاداً، مشيراً إلى أن الضحية سليم عاصي هو أيضاً من أصحاب السوابق وقد سبق وسُجن لمدة 10 سنوات، فهل يعني ذلك أن الحادث مدبّر؟».
وشدد النائب سكاف على «ضرورة التكاتف والوقوف جنباً إلى جنب كي تمر الأزمة ولا تكون شرارة لإحراق الوطن».
يذكر أن المسؤولَين الكتائبيين نصري ماروني وسليم عاصي قد قتلا، وأصيب كل من رشيد عاصي والياس عيسى وروجيه غرة في حادث إطلاق نار في محلة حوش الزراعنة قرب زحلة خلال مهرجان لحزب الكتائب في العشرين من الشهر الجاري. ويشتبه في أن مطلقي النار هما جوزف ذ. وشقيقه اللذان فرّا حسب ما قيل إلى جهة مجهولة.
ابن عم المشتبه فيهما وليد ذ. سلّم نفسه إلى الأجهزة الأمنية بعدما ترددت أخبار أنه سهّل عملية هروبهما إلى مكان قريب من منزل النائب سكاف. يُذكر أن النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي عبد الله بيطار ادّعى على جوزف ذ. وكل من يظهره التحقيق مشاركاً في جرم القتل عمداً والتصميم على القتل.