سميّة عليورغم تعدّد الأحاديث، تتجنّب المجموعة غالباً الحديث السياسي، ليس التزاماً بالورقة الملصقة على جدار المقهى «يمنع الحديث في السياسة»، بل كي لا تتفكك أواصر الصداقة التي تجمعهم. إلا أنّ الأحاديث لا تخلو من بعض المواقف السياسية، فيقول أسعد المنتسب إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، «أنا خسرت شغلي بسبب الحرب الإلهية بتموز»، فترد سارة التي تميل إلى حزب الله، «طيب ماشي بلا هل حكي هلق وخلينا أصحاب». يسود الصمت ثم تعود الأحاديث إلى عهدها الأول، خالية من السياسة. مواقف عدة مشابهة تواجه الأصدقاء ولكنها دائماً تحلّ بكلمة أو كلمتين. يذكر أنه خلال فترة انتخابات مجلس الفرع في الكلية، تباعد الأصحاب قليلاً، اقتصرت علاقتهم على سلام وقليل من الكلام، فلعبة الأحزاب هنا هي الأولى، والصحبة على جنب. تقول سارة: «كنتُ مرشحة عالانتخابات، عن حزب الله، فقلت لرفيقي أسعد، كان جوابو إلي، بشرفك تنافسيني». تتابع: «على أساس رح يطلعلن شي». وتتحدّث سارة، المحجبة والملتزمة دينياً عن الاعتراضات التي لاحقتها من فريقها السياسي، بسبب مصادقتها أشخاصاً من انتماءات مختلفة «يقولون الأصفر لا يصاحب الأحمر». إلا أنّ جواب سارة كان واضحاً «لن ندع المشاكل والانقسامات السياسية تلاحقنا وتدخل في صميم حياتنا الجامعية».