غسان سعودرغم التطورات السياسيّة اليوميّة وتعدد الاحتمالات، يعقد الحزب السوري القومي الاجتماعي في 3 و4 أيار مؤتمراً عاماً في فندق بارك أوتيل ــــ شتوره، يحضره الأمناء ومندوبو المنفذيات الذين ينتخبهم قوميّو المناطق. وينقسم المؤتمر الذي يعقد كل أربع سنوات، وتتوقع قيادة الحزب أن يحضره هذا العام قرابة «500 رفيق»، قسمين: الأول سياسي تناقش فيه عناوين المرحلة ومهام الحزب، وتصدر في نهايته توصيات عامة. والثاني، يخصص للانتخابات الحزبيّة، إذ سينتخب الحاضرون 17 عضواً يشكلون المجلس الأعلى للحزب و5 ردفاء، إضافة إلى عشرة أعضاء يشكلون «هيئة منح رتبة الأمانة». ثم ينتخب أعضاء المجلس والهيئة، خلال مهلة 15 يوماً، رئيساً للحزب.
هذا الاستحقاق الديموقراطي القومي يراه رئيس الحزب علي قانصو، إثباتاً في ذاته لقوة القوميِّين وحفاظهم على حضورهم في جميع المناطق اللبنانيّة دون استثناء. ويرى قانصو في المؤتمر العام وفي النشاطات الحاشدة التي أحياها الحزب أخيراً دليلاً على «صمود القوميين رغم كل ما تعرّضوا له من ضغوط سياسية وأمنية منذ 14 شباط 2005»، مؤكداً أن القوميين اليوم «أقوى من أي وقت مضى، وحركتهم في المناطق (التي ستعرض تفاصيلها «الأخبار» لاحقاً) أوضح دليل».
وفي ثقة مشابهة، يتابع عميد التربية في الحزب، صبحي ياغي، كلام قانصو، معتبراً أن القوميين استمروا، وتمددوا في الجامعات كما في المناطق.
من جهة أخرى، يقول أحد القوميين إن الانتخابات ستُثبت أن الأمر في الحزب للنائب أسعد حردان وحده، مشيراً إلى أن غالبية الهيئة الناخبة، ولا سيما الأمناء الذين تمت ترقيتهم في الأعوام الأخيرة، يؤيّدون حردان «الذي يدير شؤون الحزب من خلف الستار».
ويوضح أحد الأمناء الشماليين أن فئة قوميّة فاعلة ومؤثرة ستقاطع المؤتمر نتيجة تغيير القاعدة الانتخابيّة. وفي حدّة مماثلة، يقول زميله إن الحزب، رغم الفولكلور الإعلامي، فقد وزنه، وبات تابعاً، وقراره ليس في يده. ليعود الرجلان ويقولا بهدوء إن المقاطعين لم يتصلوا بعضهم ببعض، ولن يعلنوا عن أنفسهم تمسّكاً منهم بوحدة الحزب في الصراع الإقليمي والوطني المحتدم. والمقاطعة، من هذه الزاوية، ليست أكثر من إعلان براءة ذمة مما يعانيه هذا الحزب العريق.
بدوره، لا ينفي رئيس الدائرة الإعلاميّة في القومي، معن حميّة، ما يحكى عن مقاطعة، معتبراً أن ليس في الأمر ما يستدعي بلبلة. فالمقاطعة تعبير ديموقراطي لا يخرج عن أصول اللعبة، مشدداً على أن انتخابات 4 أيار لا تشبه المسرحيات التي اعتادت بعض الأحزاب إحياءها، وأن التزكية لم تحصل ولا في انتخابات سابقة، وهو لا يرجّحها اليوم.
وفي نبرة شبيهة بنبرة قانصو، يعود حميّة ليشدد «في تاريخ الديموقراطية، لم يسبق لحزب أن عقد مؤتمره العام وأنتج قيادة جديدة في ظروف مماثلة». قيادة لا يزال رأسها مجهولاً وسط ترجيحات لاسمين بارزين سبق أن جلسا على كرسي الرئاسة.