الحريري يقبل بإعلان النيّات وبوش مهتّم «بنجاح الحل وانتخاب رئيس للجمهوريّة في أقرب وقت»أعاد رئيس المجلس النيابي الكرة إلى ملعب «قوى 14 آذار» برفضه الحوار الثنائي مع الموالاة، بينما يستعد الأمين العام لجامعة الدول العربية للعودة إلى بيروت في محاولة جديدة لحل الأزمة قبل 13 أيار المقبل
رفض رئيس المجلس النيابي، نبيه برّي، مضمون بيان «قوى 14 آذار»، لكنه حرص على إبقاء باب الحوار مفتوحاً، لكن من دون إفساح المجال لـ«تشاطر» الموالاة، كما لمّح في رده على بيان اجتماع قريطم أول من أمس الذي فوّض إلى رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري «التحاور باسمها» مع الرئيس بري،متجاهلة حصر المعارضة الحوار الثنائي برئيس «تكتل التغيير والإصلاح»، النائب ميشال عون.
وكان المكتب الإعلامي لرئيس المجلس قد رد في بيان على بيان الأمانة العامة لـ«قوى 14 آذار»، وجاء فيه: «لن نعتبر ما ورد في البيان هذا رفضاً للحوار، غير أنه آن لنا أن نعلم علم اليقين أن الكل ضمان الكل. فالضمانات التي تطلبها الأكثرية هي ذاتها التي تطلبها المعارضة (حول نسبة التمثيل في الحكومة، وماهية الدائرة الانتخابية التي سيرسو عليها قانون الانتخابات المقبل)»، مؤكداً أن «الحوار وحده مع الجميع وبين الجميع هو الضمان لكل الأطراف، وطبعاً بدءاً بانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان حتى قبل 13 أيار إذا توصلنا إلى إعلان نيّات حول جدول الأعمال قبل هذا التاريخ، وعند صعود الدخان الأبيض ننتقل من قاعة الحوار إلى قاعة القرار». وناشد «الجميع الخروج من لعبة التشاطر، فالمطلوب أن نستعيد 2 آذار 2006 التي حققت الكثير»، معلناً أنه ما زال ينتظر «جواب الأكثرية بالتجاوب مع الحوار كي أبادر إلى توجيه الدعوة وموعد الانعقاد، والكل معكم حريص على تاريخ 13 أيار انطلاقاً من التوافق حول بنود ما يسبقه».
وأجرى بري اتصالاً بعون، كما تلقى اتصالاً من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي تلقى بدوره اتصالاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب الحريري، فيما ينتظر أن يزور موسى بيروت غداً حيث يلتقي كلاً من الرئيس بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعون والحريري. وأوضح موسى أنه سيسعى إلى «إقناع المسؤولين اللبنانيين بتنفيذ المبادرة العربية»، مشيراً إلى أن «مسألة الحوار المطروحة الآن مهمة وهي جزء من المبادرة».
وكان الحريري قد اتصل بالرئيس بري، طالباً منه موعداً للقاء بينهما، من دون أن يلقى رداً، فيما أوضح النائب علي حسن خليل أن العماد عون لا يزال مفوض المعارضة للمباحثات الثنائية مع الموالاة، «دون أن يعني ذلك انقطاع التواصل بين بري وأي من قادة الموالاة، وعلى رأسهم الحريري».
ومن السرايا الحكومية، حيث التقى الرئيس السنيورة، أعلن الحريري انتظاره الرد، وقال: «أنا رئيس كتلة، وإذا كان بري لا يريد لقائي فليخبرني». وأكد قبوله بالحوار، مجدداً ربطه بضرورة الحصول على ضمانات بشأن وجوب انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان في 13 أيار المقبل، معلناً القبول بتأليف حكومة الوحدة الوطنية وإعلان النيات والانتخاب على أساس قانون القضاء. وأشار إلى أن «كل نواب 14 آذار سينزلون إلى مجلس النواب في 13 أيار، وهذا اليوم سيتميز بكثير من الأشياء». وأعلن أنه لا يمانع لقاء العماد عون. والتقى الحريري العماد سليمان في اليرزة.

السنيورة يطلب دعماً أميركياً

وسبق لقاء السنيورة ـــــ الحريري اتصال هاتفي للرئيس الأميركي جورج بوش بالرئيس السنيورة أعرب خلاله الأخير عن «اهتمام الولايات المتحدة بنجاح الحل في لبنان، بما يدعم استقلاله وسيادته وانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية في أقرب وقت». كما شدد «على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لحماية لبنان وتعزيز تجربته الديموقراطية الرائدة في المنطقة».
بدوره، شكر السنيورة الولايات المتحدة على ما بذلته «من جهد وإسهام في إنجاح اجتماع أصدقاء لبنان الذي عقد أخيراً في الكويت»، مؤكداً «أهمية استمرار هذا الدعم ومتابعته بشكل مباشر وغير مباشر، ولا سيما لجهة ترجمته إلى دعم اقتصادي ومالي للبنان وعسكري لجيشه وقواه المسلحة، وكذلك إلى دعم سياسي يتركز على ضرورة حماية لبنان، والعمل على تنفيذ القرار 1701 بكامله، بما في ذلك النقاط السبع، وبما يعزز سلطة الدولة اللبنانية وسيادتها على كامل أراضيها ويحقق انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وإحلال قوات الأمم المتحدة مكانها، توصلاً إلى تحقيق المسار الذي تحدده النقاط السبع».
وحث السنيورة الرئيس الأميركي على «أداء الدور المطلوب من الولايات المتحدة لدفع المنطقة باتجاه الحل العادل والشامل، وبما يحقق إنجازاً تاريخياً للمنطقة ككل، حتى يسود السلام والاستقرار فيها».
من جهة أخرى، لم يعقد مجلس الوزراء جلسته التي كانت مقررة أمس، وذلك لعدم اكتمال النصاب، واستعيض عنها باجتماع وزاري برئاسة السنيورة.
وبعد الاجتماع، أوضح وزير الإعلام بالوكالة، جان أوغاسابيان أنه جرى البحث «في موضوع نتائج مؤتمر الكويت، ووضع خطة تهدف إلى ترجمة عملية الدعم للبنان بمساعدات اقتصادية ومالية وسياسية ضرورية في هذه المرحلة، إلى جانب دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية». وأشار إلى أن المجتمعين أدانوا «حادثة الخطف على طريق المطار»، مشيرين إلى أن «هذا العمل بمثابة اعتداء سافر على أمن الدولة»، ورفضوا «التبريرات التي أُعطيت من المعتدين».
وتطرق الاجتماع إلى مسألة إطلاق النار في منطقة السعديات، مشيراً إلى «أن الحادثة بدأت وكأنها مشكلة فردية، ثم جرى إطلاق النار من بعض من كانوا في المبنى على الأمنيين، وقد كلفت القوى الأمنية بمتابعة هاتين المسألتين والقبض على الفاعلين».
وأشاد الوزراء بقيادة القوات الدولية في الجنوب «ودورها الإيجابي في إرساء الأمن والاستقرار في الجنوب ولبنان»، وطلبوا من «جميع الفرقاء اللبنانيين التعاون الإيجابي مع هذه القوات لتسهيل تنفيذ مهماتها».
وأطلع السنيورة وزيري المال والاقتصاد على مجريات المباحثات وكل التفاصيل والمعلومات المتوافرة بشأن مؤشر الغلاء، وعزوا ذلك إلى أسباب دولية، واتفقوا على متابعة البحث والتداول تمهيداً لاتخاذ القرارات المناسبة في أول جلسة مقبلة لمجلس الوزراء.

جعجع: الدعوة للحوار سمٌ في الدسم

ورد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، على بيان الرئيس بري وقال: «أصبحت اللعبة مكشوفة، وبالتالي سقط القناع، كما أن المطلوب ليس الحوار، بل نقل التركيز من عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى طاولة الحوار وتضييعه». ورأى أن الدعوة إلى الحوار ليست دعوة فعلية، واصفاً إياها «بالسم بالدسم»، لافتاً إلى أنه لا يرى معطيات جديدة أدت إلى عودة موسى إلى بيروت”.
من جهته أمل النائب السابق تمام سلام من «قوى 8 آذار» أن تلاقي «من خلال ما أطلقه الرئيس بري قوى 14 آذار لطرح مخرج في ما يتعلق بالوضع الحكومي وبقانون الانتخابات»، ورأى أنه «لا شيء يمنع من إعادة تقسيم بيروت لتأتي الدوائر الانتخابية في حجم الأقضية الأخرى في لبنان».
والتقى نائبا صيدا بهية الحريري وأسامة سعد على إشاعة جو إيجابي في الوصول إلى اتفاق وانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 13 أيار المقبل.
وأبدى سعد خلال جولة في صيدا تفاؤله بأن الحوار الوطني سينعقد وسيكون هناك إعلان للنيات، وسيُنتخب رئيس في الجلسة المقبلة، فيما أشارت النائبة بهية الحريري إلى «بوادر حلحلة في الأفق».
من جهة أخرى، انتقدت الأمانة العامة لـ«منبر الوحدة الوطنية» (القوة الثالثة) تصريح وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الذي قلب «الجو الإيجابي إلى سلبي» في لبنان.
ورأت أن موقف الفيصل «كان محرضاً لفريق على فريق»، واستغربت كيف أن السعودية «لم تكن منفتحة حتى على الاستماع إلى رأي آخر».
وقال البطريرك الماروني نصر الله صفير، مساء أمس، في برنامج «بكل جرأة» الذي تبثّه محطة «ال. بي. سي» «إن كل أهل السياسة يتحملون مسؤولية الفراغ لا المسيحيون فقط»، ورأى أن «الحكومة لا يمكنها أن تقوم مقام رئيس الجمهورية، وأن الدستور معروف والحكم يكون في بعبدا لا في عين التينة ولا في السرايا».
وقال لا معنى للحوار لأنه مجرب والمطلوب انتخاب رئيس ثم تشكيل الحكومة وشكلها يحدده المسؤولون.
وكشف عن تحضيرات يقوم بها البعض لترتيب لقاء له مع الرئيس الأميركي جورج بوش أثناء زيارته القريبة لواشنطن، وقال «إن موضوع زيارتي إلى سوريا غير مطروح».