أحمد محسنفي المقابل، ترفض سوزي الانصياع لهذا النوع من القرارات، وخصوصاً أنّ دينها يمنحها حرية ارتداء ما تشاء. تدافع سوزي عن حريتها الشخصية، مؤكدة «أنّ القانون يحتوي على إهانة لكيانها كأنثى، وانتقاص من شخصيتها، لكون الجامعة تركّز في هذا المجال على المظهر والقشور». وقد حصلت مشادة كلامية بين المراقِبة وسوزي، لم تنته إلا حين أعلنت هذه الأخيرة عن طائفتها بصوتٍ مرتفع.
طالبات أخريات رفضن ذكر أسمائهنّ، خوفاً من ردة فعل الإدارة أكّدن أن المراقِبة تجول على القاعات الدراسية لتدقق بنفسها في ملابس الطالبات. وفي السنوات السابقة كانت هذه المراقبة تكتفي بأخذ الملاحظات وتدوين أسماء «الطالبات المخالفات»، من دون أي ملاحقة تذكر، بينما يتردد اليوم إلى مسامع الطلاب أن الجامعة ستقوم بتفعيل «المجلس التأديبي»، بعدما توقّف عن العمل في فترة سابقة، واقتصر الأمر على ملاحظات توجّهها المراقبة.
من جهته، يرى المسؤول الإداري في الجامعة سويدان ناصر الدين أنّ الحديث المتناقل بين الطلاب مبالغ فيه نوعاً ما، إذ إنّ غالبية الجامعات اللبنانية والعالمية تفرض مراعاة الحد الأدنى من القيم الأخلاقية، مذكّراً بخصوصية الجامعة الإسلامية. لكنّ ناصر الدين يؤكّد أن كلمة «احتشام» لا تعني بالضرورة فرض الحجاب، والدليل على ذلك طالبات الجامعة، مشيراً بيده إلى ساحة الملعب، حيث يوجد عدد كبير من الطالبات غير المحجّبات.
أما في ما يتعلق بالتقّيد بالأخلاق العامة فأشار إلى أن ذلك مذكور في بيانات التسجيل الأساسية وغالبية الطلاب وقّعوا عليها، لكنه لم ينف وجود المراقبة بل أوضح مهمتها التي أوكلتها بها الجامعة، للتنبيه والإرشاد فقط، لكون الجامعة تضم كل «الطوائف الدينية» ويسودها التنوّع. ونفى ناصر الدين أن تكون حدثت أية مشكلات مع الطلاب والطالبات على حدٍ سواء رغم الشائعات الكثيرة.
يذكر أنّ عدداً من طالبات الجامعة الإسلامية، نفين تعرّضهنّ لمضايقات تخصّ لباسهنّ حتى اليوم، لكن غالبيتهنّ يعلمن بالقوانين، ويتخّوفن من «جدّية تطبيقها هذا العام كما يشاع في أروقة الجامعة. وفي الإطار عينه، نفت أكثر من طالبة في الجامعة الإسلامية ـــــ فرع صور أي تدخل في شؤونهن الخاصة، بل وصفن الأمر «بالغريب»، مبدياتٍ تعاطفاً مع زميلاتهنّ في خلدة، إذا كانت الشروط التي تنتظرهنّ حقيقية.