فداء عيتانييغيظ أصحاب الرساميل والمترفين ومن يمارسون هواية التحكم في رقاب الناس، أن يحصل العامل على يوم بمثابة عيد له، يغيظهم إلى الحد الذي يحاولون معه تعميم اسم «عيد العمل»، وهي معركة أخرى تسعى للسطو على آخر ما للعمال من مكتسبات كرّسوها بالعرق والدم، وبعد تحويل يوم المرأة إلى يوم استهلاكي، ينافسه عليه عيد القديس فالنتين، لا يزال عيد العمال موضع صراع منذ عشرات الأعوام. لم يحصل العمال يوماً على تقديمات مجانية، ولم يحصل الفلاحون على منّة من البكوات والإقطاعيين السالفين والإقطاعيين الجدد، كل شبر من الأرض انتزعوه بمالهم وعرقهم والتضحية بالغالي والنفيس من أجل أن يكونوا أحراراً على أرضهم وبرزقهم، ورغم ذلك، لا يزالون مستعبدين بغرسات التبغ وأسعار الشمندر وانعدام الزراعات البديلة. أما العمال فهم يتعرضون للسلب أيضاً، مثلهم مثل الفلاحين، حيث ثمة من يحاول كل يوم خصخصة الضمان الاجتماعي وضرب التعليم الرسمي وتجريد الدولة من دورها الحمائي.
ثمة من يريد احتكار الجهد والمال والسلاح أيضاً، لا لحمايتنا من عدوّنا، بل لأنه هو عدوّنا أيضاً.
كل عام والعمال بخير.