strong>ديما شريفرفع اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني الصوت ضد الانتهاكات الأجنبية، بحراً وجواً وأرضاً، بعدما أصبحت المياه الإقليمية مركزاً لعروض القوة والتصفية والحسابات والتهويل، بدخول المدمرة الأميركية «كول». واحتشد شبان وشابات الاتحاد على طول الشاطئ مقابل الرملة البيضاء في بيروت، والقلعة البحرية في صيدا، وأمام نصب الشهداء في صور.
واتخذ التحرّك بُعدين مختلفين، الأوّل سياسي ويتعلّق برفض الهيمنة الأميركيّة على لبنان من خلال التدخّل العسكري المدروس، والبعد الثّاني إنساني محض يترافَق مع حرب شرسة تخوضها إسرائيل في قطاع غزّة.
«من غزة لبيروت شعب واحد ما بيموت»، «أعطِ بحرك للأمركان وسلملي على ثقافة الحياة»، «غزة هي مثال الاستقرار الذي تنشده البارجة». شعارات رفعها عشرات الاتحاديين في بيروت، في تجمع شارك فيه «رفاق» من قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وحمل المعتصمون الأعلام الفلسطينية واللبنانية ولافتات منددة بالبارجة كول، وأحرقوا مجسماً للبارجة صنعه أحد الاتحاديين وسط هتافات الجميع.
وألقى عضو المجلس الوطني في الاتحاد حسان زيتونة كلمة باسم المنظمين، رأى فيها أن العرب أصيبوا بإفلاس، فيما غزة وحدها في الميدان. وأضاف «عربدة هي سياستنا، ساستنا المحترفون للكذب أصحاب نفَس طويل برؤية استراتيجية، لا تحركهم رؤية الطائرات ولا البوارج ولا حتى الأطفال». وجاء في الكلمة أن الزعماء العرب يبيعون النفط والكرامة ويلهون شعوبهم بالعصبيات الطائفية.
وفي صيدا، تجمع خمسون اتحادياً مع أصدقائهم على الشاطئ قرب القلعة البحرية، وحملوا لافتات منددة بالولايات المتحدة، رافقتها صور عن فظاعات الديموقراطية الأميركية في سجن أبو غريب والحرب الإسرائيلية على غزة، إضافة إلى صور عن البارجة. وانضم بعض السياح الأجانب إلى الاعتصام وسط الأغاني الوطنية.
وأفاد مراسل «الأخبار» في صور علي عطوي بأنّ شابّات وشبّان الاتحاد تجمّعوا أمام نصب الشهداء عند طلعة الاستراحة، حيثُ رُفِعَت لافتات وشعارات منددة بوجود المدمّرة، وجالت جموع الشباب أرجاء المدينة بمسيرة راجلة. ورأى رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي في صور والجنوب رائد عطايا أنّ الولايات المتّحدة تُقدم على تكرار سيناريو قديم، من خلال استحضار الأسطول الأميركي واستعراضه، وبما أنّ لبنان يعاني من نقطة ضعف الوحدة الوطنية، فلا بدّ من خروج المنظّمات الشبابيّة لتعبّر عن استنكارها للحال التي وصلنا إليها اليوم، باستقواء فريق لبناني على فريق آخر.
ودعا رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي في لبنان عماد بوّاب الحكومة اللبنانيّة إلى اتخاذ موقف صارم من التدخّل غير البريء، وذلك بصفتها صديقة وحليفة لأميركا، وأشار إلى أنّ الاتحاد لن يهدأ، وسيقوم بخطوات تصعيديّة تأخذ أشكال التظاهر والاعتصامات السلميّة.
من جهة ثانية، حذرت الحملة الشبابية لرفض الوصاية الأميركية الإدارة الأميركية من التطاول والمس بشعب لبنان المقاوم، داعيةً إلى أخذ العبر من دروس الماضي، فما تدمير البارجة الصهيونية «ساعر 5» في عرض البحر إبان حرب تموز 2006، وتفجير البارجة الأميركية «كول» في اليمن، سوى شاهد على ذلك.