نعمت بدر الدينمن المبكر جداً التحدث عن حل للأزمة التي تعصف بلبنان، معارضة وموالاة، التي أصبح من المعروف للقاصي والداني أن حلّها لم يعد في أيدٍ محلّية، بل بات رهناً بتسوية إقليمية تنعكس مفاعيلها مباشرة على الداخل اللبناني.
مصادر دبلوماسية عربية لفتت إلى عدم وجود أي معطى يشير إلى حل قريب، مؤكدة أن التسوية الإقليمية لم تنضج حتى الآن، وأن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيعود مرات جديدة إلى لبنان، مراراً لمنع الفتنة ليس إلا!
وقالت المصادر إن السياسة المصرية والسعودية في المنطقة تسير وفق السياسة الأميركية التي لا تريد رئيساً في لبنان، حفاظاً على استقرار وضعها في المنطقة بانتظار إرساء التسوية التي تسمح لواشنطن بإبدال أوراقها ـ ومنها الحكومة اللبنانية ـ بأوراق أكثر ربحاً. وانتخاب رئيس جديد، يعرقل حسابات الأميركيين، وخصوصاً إذا انطلق الرئيس في عمله وفقاً للحسابات اللبنانية الداخلية، متجاوزاً ما يريده الأميركيون. وأضافت أن الموقف السعودي الرافض لأي تسوية حالية في لبنان، سببه «الرغبة السعودية في قطف سلة سياسية واحدة تشمل العراق وغزة ولبنان. وذكّرت بحديث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قبل أكثر من ثلاثة أشهر عن وضع السنّة في العراق، والحديث في جولته الأخيرة عن هاجسه من التوسع الفارسي.
وتساءلت: لماذا لا تقرأ السعودية الإشارات الإيرانية وأبرزها تأجيل اللقاء الإيراني ـ الأميركي لأسباب تقنية في الظاهر، أما الحقيقة فلأن التسوية لم تنضج كما يريدها الإيرانيون؟
وتقول المصادر إن القمة العربية قمة روتينية دورية، «ليست بهذه الأهمية، ولن تُحدث تغييراً سياسياً كسابقاتها التي عقدت وفق الأحرف الأبجدية لا وفقاً لمواقع عواصمها. فالقمة لن تنقذ لبنان ولا غزة، ولن تدعم المقاومة العراقية»، مؤكدة رغبة السوريين في عقدها بمن حضر.
من جهتها، لاحظت مصادر أوروبية متابعة للمواقف الفرنسية تحولاً كبيراً في الموقف الفرنسي، وخصوصاً بعد المحاولات المتعثّرة في نقل الملف اللبناني إلى مجلس الأمن، «فهذه المرة قام الفرنسيون بتقديم النصيحة للأميركيين لإيقاف العمل على التدويل، لكونه لن يساعد في الحل، بل من شأنه أن يزيد الطين بلة. وسبب النصيحة أن الفرنسيين باتوا مقتنعين، نتيجة تواصلهم مع جميع الأطراف اللبنانيين بأن التدويل لن يضغط على المعارضة ولن يغيّر في المعادلة اللبنانية.
ولفتت المصادر إلى أن من يعمل في الداخل على إثارة الرعب في صفوف الدول المشاركة في «اليونيفيل» من اعتداءات على قواتها في الجنوب، عليه أن يعيد حساباته، لأن لهذه الدول ضمانات وتطمينات من أطراف أساسيين في الجنوب أخذتها قبل نزول أي «يونيفيلي» على الأرض، مشيرة إلى وجود وسطاء أوروبيين مكلّفين من الاتحاد الأوروبي متابعة الوضع في الجنوب واللقاء بالأفرقاء السياسيين دورياً.
بدورها، قالت مصادر دبلوماسية عربية «إن قطر تلعب دوراً إيجابياً جداً يميّزها في المنطقة، فالسياسة القطرية تلعب دور الوسيط بين الجهات العربية والإقليمية. وجوهر هذه السياسة ينطلق من ضرورة التعايش والتعاون مع النظامين السوري والإيراني، منطلقة من أن على الدول العربية أن تدرك أن الملف النووي الإيراني لن يغلق، وأن الضغط في اتجاه تجميده لن يجدي، ويجب التعامل معه على أساس أنه أمر واقع، وهذه حقيقة ثابتة يجب الانطلاق منها في التفاوض دون الرهان على الغرب». وختمت المصادر كلامها بانتقاد مواقف الدول العربية التي تُصدر بيانات تحذيرية لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان. وقال إن على هذه الدول أن تنتظر إعلان الأمم المتحدة «أن لبنان بلد غير آمن»، وعندها فلتنذر رعاياها، أي بعد أن تقفل الأمم المتحدة مؤسساتها وتسحب قوات اليونيفيل.