نادر فوز«لا تخافي يا بلادي، طالما في الساح مارد، نحن شعب إن تناد، نزرع الأرض سواعد»، لم يعد هذا النشيد وقفاً على زغرتا الشمالية، بل بدأ بالامتداد مع توسّع تيّار المردة جنوباً. بعد جبيل وجونيه، يحضّر أنصار المردة لافتتاح مركزين للتيّار في المتنن الشمالي والجنوبي، «وفي كل منطقة ذات قاعدة شعبية وسياسية صالحة لانتشار أفكارنا»، كما يقول أحد المسؤولين في تيّار المردة.ويشير المسؤول إلى أنه بعد المتنين، الشمالي والجنوبي، هناك توجه لفتح مراكز في كل لبنان، منها في الشوف والبقاع والجنوب، «في مسقط رأس بعض رؤساء الجمهورية» رافضاً تحديد أسماء هذه البلدات.
ويرى المسؤول الإعلامي في تيار المردة سليمان فرنجية، أنّ هذه الخطوات التوسعية للتيّار «ليست إلا ترجمة للبرنامج الذي وضعناه خلال التأسيس في حزيران 2006»، واصفاً حالة الانتشار هذه بـ«الناجحة ما دامت مدروسة ضمن الخريطة السياسية والمسيحية»، مؤكداً التنسيق الدائم مع التيار الوطني الحرّ «كلّ منا يفهم خصوصيات الآخر». ويشيد فرنجية بتجربة المردة في كسروان، حيث أصبح في كل بلدة مناصرون للتيار، معلّقاً «نحن لا نتطفّل سياسياً على هذه المناطق». ولا يخفي فرنجية مفاجأة مسؤولي المردة من حجم الدعم الشعبي الذي يتلقّونه في المناطق «المفتوحة» حديثاً، ويفسّر الأمر بـ«أنّ الجمهور المسيحي عرف بعد مرور 25 عاماً أنّ لا دور لطائفته في إذا أدّت دوراً تقسيمياً وأوجدت نفسها خارج إطار وحدة لبنان وعروبته، القضية التي استشهد من أجلها طوني فرنجية»،
ويقول إنّ المسيحيين أصبحوا مقتنعين بأنّ «العروبة ضمان لهم» ولم تهمّشهم ولا في مرحلة. وعن امتداد التيّار إلى المناطق غير المسيحية، يشير فرنجية إلى أنّ موقف المردة معروف تاريخياً، بدعمه لعروبة لبنان والمقاومة، ويلفت إلى أنّ مشكلة الغرب مع المسيحيين اليوم هي «تغطيتهم للمشروع المقاوم».
وعن القراءة السياسية لقبول الجمهور المسيحي لخطاب المردة، يكمل فرنجية حديثه أنه يمكن بناء الأمر أيضاً على العلاقة التي تجمع مسيحيي السلطة بالفريق الحاكم، «فليس لهم أي تأثير على قرار السلطة»، عارضاً الدور المسيحي الموالي في اللقاء الرباعي أو حتى خلال اجتماع وزيرة الخارجية الأميركية بمسيحيي 14 آذار «عندما اجتمعت بهم كمجموعة لا كأفراد ذوي وزن سياسي». ويشير فرنجية إلى أنه قيل سابقاً إنّ من يريد من المسيحيين توسيع جمهوره فعليه أن يواجه عنجر «بغضّ النظر عن صوابية هذا الأمر»، أمّا اليوم، فمن يرد ذلك «عليه الوقوف في وجه قريطم».
ويقول المسؤول الإعلامي إنّ انتشار المردة في المناطق المسيحية يربك الفريق المسيحي الموالي المنزعج من الأمر، مؤكداً أنّ «التيّار يمد يده للجميع»، رافضاً ما يحاول البعض تسويقه من دوافع أمنية لعملية التوسع هذه. «نحترم كل الأفكار والانتماءات، لكن إذا جرى التطاول علينا فسندافع عن أنفسنا»، مشدداً على أنّ المجتمع المسيحي واللبناني ملّ الصراعات العسكرية في صفوفه، وأنه يؤمن بالمنافسة الديموقراطية. وأنّ المراكز التي يفتتحها التيّار يديرها أبناء كل منطقة «وليس كما يشاع عن نقل أنصار من زغرتا إلى المناطق». وعن الخطوات التوسّعية هذه، يؤكد فرنجية أنّ المردة مستمرون بهذا التوجه ما دامت الحالة الشعبية متجاوبة، وأنّ انتشار التيّار في المناطق يزيد إثبات أنّ المعارضة متقدمة على الموالاة منذ انتخابات 2005.