strong>رضوان مرتضىيقال إنه إذا لم تتفق مع «السمسار» قبل الذهاب إلى امتحان القيادة، فإنك لن تنجح فيه. «بيعقّدوها عليك، فالسماسرة يسهّلون الأمر على اعتبار أن لهم «مونة» على اللجنة الفاحصة».
من هذا المنطلق، يفضل المتقدّمون إلى امتحان القيادة التعامل مع هؤلاء السماسرة، ظنّّاً منهم أنهم بذلك يضمنون النجاح في الامتحان. يشرح عادل الذي تقدّم بطلب للحصول على رخصة قيادة منذ مدة، والذي دفع 500000 ليرة، بزيادة 50000 ليرة عن السعر المتعارف عليه، معتقداً أن «الزيادة هي كفالة النجاح»، مع عدم نسيان أنه لا يجيد القيادة. يقول عادل: «سألت السمسار: ماذا يحدث إذا رسبت في الامتحان؟ فأجابني: لن ترسب. ستقود السيارة أمتاراً قليلة إلى الأمام والوراء، وكان الله يحب المحسنين. يومين زمان وبيكون الدفتر بجيبتك». يكمل عادل: «ذهبت إلى منطقة الأوزاعي حيث يجرون امتحانات القيادة، هناك أخبروني أن عليّ النزول أولاً إلى النافعة كي أجري الامتحان النظري على الكمبيوتر». يؤكد عادل أنه تفاجأ لأنه لم يكن قد حفظ إشارات السير، لكنه اتصل بالسمسار الذي طمأنه إلى عدم الخوف «لأن كل شي محسوب»، ودلّه على شخص سيساعده إذا احتاج إلى شيء أثناء إجراء الفحص النظري.
يضيف عادل: «كان الامتحان سهلاً، ساعدني ذلك الشخص بالإجابة عن 3 أسئلة اختلطت عليّ أجوبتها، بعد ذلك صعدت لإجراء الفحص العملي وهو القيادة». يعترف عادل بأنه كان متوتّراً بعض الشيء، لكن وجود الدعم الذي أمّنه له ذلك السمسار أراحه، «ركبت السيارة، تقدّمت إلى الأمام ورجعت إلى الخلف، ثم ترجّلت ودفعت 10000 ليرة، وبهذه الطريقة ضمنت الدفتر». وبسؤال عادل عن الدفعة الأخيرة، أوضح أن الشخص «الداعم» أخبره أنها «للشباب الذين يسّروا لنا المهمة».
اشتراط النجاح رغم الكومبيوتر
«غالبية من يأتون للحصول على دفتر قيادة، يشترطون ضمان النجاح في امتحان القيادة»، يقول أحد أصحاب مكاتب رخص القيادة، مضيفاً: «بل يذهب بعضهم إلى طلب عدم إجراء الامتحان نهائياً». بهذه الجملة يلخّص «أبو جاد» الحال التي وصل إليها واقع إعطاء رخص القيادة في لبنان، الذي أدى حسب منظمة اليازا إلى انتشار ما يُعرف بالسائقين الخطرين الذين يتنقلون في الشوارع من دون رقيب، وهذا الأمر جزء لا يتجزأ من أسباب ارتفاع نسبة حوادث السير التي أدت عام 2007 إلى وفاة 800 شخص، فضلاً عن 11400 مصاب، بحسب دراسة سويرود لتقييم الخسائر الناجمة عن حوادث السير في لبنان. تُضاف إليها حال الطرقات والأشغال التي تظهر فجأة وسط الطريق دون أي تنبيه للسائق إلى وجودها.
الحصول على رخص قيادة دون امتحان، ظاهرة ظن البعض أنها ذهبت مع ذهاب نظام الامتحان القديم، بعدما حل مكانه نظام جديد يقوم على امتحان ذي شقّين، نظري وتطبيقي. لكن يبدو أن المشكلة لم تكن في نظام الامتحان، بل في أولئك الذين لهم اليد الطولى في العديد من المؤسسات العامة، والذين يمكنهم «مساعدة» الراغبين في الحصول على رخص قيادة بأجر زهيد، وإعفائهم من الامتحان التطبيقي بمجرد استجابتهم لأربع تعليمات: «أدر المحرك، تقدم إلى الأمام، ثم إلى الوراء، أطفئ المحرك»، ثم مبروك. ويمكن أن نضيف إليها، «بعد يومين الدفتر بيكون عندك».
انتشار هذه الظاهرة، واستغلالها من قبل «التجّار» الذين لا يأبهون بأرواح الأشخاص التي من الممكن أن يزهقها من يحصل على الرخصة من غير أن يكون مؤهلاً، سببها أولاً الخوف من الرسوب في امتحان القيادة، باعتبار أن الرسوب لمرة واحدة يكلّف 150000 ليرة مع تأجيل موعد الامتحان المقبل 15 يوماً. وثانياً «الخوف من أنه إذا لم أكن محسوباً على مكتب يعرف اللجنة الفاحصة فإنهم سيرسّبونني»، على حد قول أحد المتقدمين لإجراء الامتحان. كل ذلك يدفع بطالب رخصة القيادة إلى اللجوء نحو «الرخصة المضمونة»، أي الاتجاه نحو السماسرة الذين يكفلون نجاح المتقدم إلى امتحان القيادة، حتى من دون حاجة إلى الجلوس خلف المقود، وبعضهم يذهب إلى أبعد من ذلك عبر إعفاء المتقدم للامتحان من الحضور والتوقيع عنه. «عليك الإمضاء والباقي علينا، بيوصل لعندك عالبيت». أما الثمن فهو زيادة ابتداء من 30000 ليرة فقط حسب الزبون، مبلغ لا يقارن بالمبلغ الذي من الممكن دفعه في حال الرسوب، فضلاً عن توفير الجهد والوقت.
يرى وسام عثمان، وهو صاحب مكتب لتعليم القيادة، أن أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة هو تزايد عدد المكاتب الخاصة برخص القيادة، دون أن يملك هؤلاء الترخيص القانوني الذي يخوّلهم ممارسة المهنة، فأصبحوا كالدكاكين يعطون الرخص لمن يدفع، مع تجاهل تام لمؤهلات خاصة في طالب الرخصة. ويدعم عثمان قوله بالفضيحة التي ظهرت إلى العلن منذ مدة، «الاستحصال على رخص قيادة لأشخاص مكفوفين ولآخرين متوفين».
ويؤكد عثمان أنه يضمن النجاح في فحص القيادة للطالب، لكنه يرى أن ضمانه هذا يأتي من تدريبه للمتقدمين للامتحان على القيادة لفترة تكفل أن يكونوا مؤهلين للنجاح.
الرخصة في بريطانيا
يقول بلال، الحاصل على رخصتي قيادة، واحدة بريطانية والأخرى لبنانية: «للحصول على رخصة سير في بريطانيا، عليك أن تخضع لامتحان السوق بشطريه النظري والعملي. وقبل التقدم للامتحان النظري، عليك دراسة كتاب يتألف من حوالى المئة صفحة، يتضمن قواعد السير والأحكام والقوانين والجزاءات، أما التقدم لهذا الامتحان فيتم في أحد المراكز عبر برنامج حاسوبي يطرح عليك مجموعة من الأسئلة التي يحويها الكتاب.
أما الامتحان العملي، فلا يحق لك إجراؤه إلا إذا نجحت في الامتحان النظري». لا تنتهي العملية عند هذا الحد، يضيف بلال، بل هناك نظام رقابة يعتمد النقاط في حال المخالفة، إذ إن كل مخالفة ترتكب حسب درجتها تضيف نقطة سوداء إلى رخصة القيادة، وما إن يصل رصيد النقاط إلى عدد معين، حتى تُسحب الرخصة، وعلى صاحبها الخضوع للامتحان مجدداً، مع التهديد بسحب الرخصة مدى الحياة إذا تكررت المخالفات».


خطفوه لستة أيام: سلبوه وضربوه
ادّعت نهى و. في 28 شباط الفائت أمام مخفر راس الحرف، أن زوجها عدنان عارف خرج من المنزل عند الساعة السابعة من صباح اليوم السابق من منزلهما في حمانا، متجهاً إلى حرج الصنوبر في دير الحرف لقطع الأشجار ولم يعد. وأشارت إلى أن سيارته من نوع نيسان متوقفة أمام الحرج. وأول من أمس حضر عدنان المذكور إلى مخفر راس الحرف وأفاد بأن ثلاثة أشخاص ملثمين وبحوزتهم رشاشات من نوع كلاشنيكوف أوقفوه ووضعوا كيساً على رأسه، ومن ثم اقتادوه إلى منطقة مجهولة على متن سيارة من نوع دودج. وقال إنهم احتجزوه ستة أيام واعتدوا عليه بالضرب، وسلبوه مبلغ 1200 دولار، وأطلقوا سراحه عند جورة أرصون. تجدر الإشارة إلى أن التقارير الأمنية سجّلت 13 حالة خطف منذ بداية العام الجاري.