البقاع ـ أسامة القادريلا تزال قضية طلاب حزّرتا تتفاعل جرّاء الاستفزازات التي تعرضوا لها في ثانوية تعلبايا الرسمية، والتي بدأت بشعارات فئوية على الجدران الخارجية للثانوية. وتقول فاطمة «إنّنا نتعرض كل يوم للشتائم التي تمس معتقداتنا الدينية، فنتظاهر بأننا لا نسمع كي لا نتورط في مشاكل نحن في غنى عنها»، متأسّفة لما وصلت إليه الحال في التعاطي بين اللبنانيين. وتُلفت إلى إشكال وقع بين الطلاب بعد تعرّض تلميذ لا يتجاوز عمره ست سنوات للضرب على أيدي شبان. فيما يوضح عجاج «أننا راجعنا إدارة الثانوية مراراً، لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد».
ويستغرب حسين «اتهامنا بتمزيق صور الزعماء التي تلصق على الجدران الخارجية للثانوية، علماً بأنّها تُمزّق بأيدي فاعلين يريدون افتعال فتنة بين الطلاب»، و«نحن رايحين لنتعلم مش رايحين نعمل مشاكل».
ولوّح بعض الطلاب بأنّهم سينقلون دراستهم إلى مدارس أخرى في منطقة زحلة إذا بقيت الأمور على حالها من دون معالجة. وتساءل هؤلاء عن عدم تضامن إدارة الثانوية معهم، علماً بأنّ المدرسة كانت تقفل أبوابها بسبب تغيّب طلاب حزّرتا نتيجة الثلوج.
من جهته، أوضح رئيس بلدية حزّرتا أحمد أبو حمدان أنّ أبناء البلدة يتعرضون للاستفزازات منذ سنتين، لكن المشكلة طفت على السطح هذا العام، وتوسّعت لتطول الأهالي الذين يذهبون إلى المدرسة لنقل أبنائهم. وفوجئ أبو حمدان برد الإدارة ونفيها ما حصل في محيط المدرسة، «بدلاً من أن تعمل على تطويق الموضوع ووضع حدّ لهذه الأعمال». وعن دور القوى الأمنية في هذا المجال، قال: «تقدمنا بشكاوى عدة إلى القوى الأمنية والعسكرية التي تحضر يوماً أو يومين، وعندما لا يحصل شيء أثناء وجودها، تترك المكان ولا تحضر إلاّ بعد أن تقع المشكلة وتكبر.
ودعا أبو حمدان القوى الأمنية إلى أن «تفي بما وعدت به هذه المرة، وهو أنها ستضع نقطة ثابتة صباحاً وعند انتهاء الدوام. كما طالب وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني بضرورة بناء ثانوية وتوسيع المتوسطة في بلدتهم، ولا سيما أن عدد الطلاب الذين يتعلمون خارج البلدة يتجاوز 500 طالب وطالبة.
يذكر أنّ عدد الطلاب الثانويين المقيمين في حزّرتا الذين يتلقّون تعليمهم خارج بلدتهم لعدم وجود ثانوية فيها يراوح بين 150 و175 طالباً موزعين على منطقة زحلة وجوارها. ففي ثانوية تعلبايا هناك 50 طالباً، إضافة إلى حوالى ثلاثين آخرين مقيمين في منطقة تعلبايا وجلالا. أي إن ثمانين طالباً من بلدة حزّرتا يتعلمون في ثانوية تعلبايا الرسمية، أي ما يعادل حوالى 50% من طلاب المدرسة.
وكان حوالى عشرين شاباً قد تعرّضوا الخميس لسيارة يقودها محمد أحمد من بلدة حزّرتا عندما حضر لينقل أحد أقاربه. فحطموا سيارته وانهالوا عليه ضرباً بالعصي المزوّد رأسها مسامير، عدا عن شهرهم «السكاكين»، ما استدعى نقله إلى المستشفى وإدخاله العناية الفائقة. وقد تدخل شرطي البلدية لفض الإشكال فلم يستمع أحد إليه، ما اضطره إلى إطلاق النار في الهواء. وفي هذه اللحظة حضرت القوى الأمنية وأوقفت الشرطي الذي صودر مسدسه، مع العلم بأن أحد المشاغبين الذي كان مشاركاً في التحطيم والضرب، وقعت من جيبه أثناء المشكلة محفظته، وفي داخلها بطاقة انتساب إلى إحدى المؤسسات الأمنية التابعة لتيار المستقبل موقّعة من العميد السابق عمر العبدوني. ولا تزال الحقيبة والبطاقة في محفوظات مخفر شتوره.