strong>ليال حداد حسم طلاب التيار الوطني الحرّ خيارهم «نحن ضدّ الحرب». وكي لا يبقى الكلام حبراً على ورق، أطلقت لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار حملة «لا للحرب»، وعرضت في مؤتمر صحافي، برنامجها الذي ينتهي في 13 نيسان، ذكرى انطلاق الحرب الأهلية.
بدأت نشاطات الحملة بزيارة اللجنة إلى وسائل الإعلام المرئية، لعرض برنامج الحملة، وحضّ الوسائل على تخفيف الاحتقان في الشارع اللبناني، وكي تذكّر هذه الوسائل المواطنين، ولا سيّما الشباب، بمساوئ الحرب.
أما المرحلة الثانية، فتقوم على زيارة مراكز تذكّر اللبنانيين بالكوارث التي حلّت بهم أثناء الحرب الأهلية، مثل نصب الجندي المجهول، وزيارة أهالي المعتقلين في السجون السورية. وتختتم اللجنة نشاطات الحملة في 14 آذار، بلقاء مع كل المنظمات الشبابية الموالية والمعارضة، للوصول إلى ورقة تفاهم مشتركة بعنوان «لا للرهان على الحرب»، على أن تحضّر هذه المنظمات مجتمعة نشاطاً موحّداً في 13 نيسان.
وعن إمكانية رفض قوى الموالاة المشاركة في هذا النشاط، نظراً للانقسام السياسي الحاصل، يقول رئيس اللجنة فادي حنّا إنّ تاريخ 14 آذار يجب أن يكون جامعاً، لا كما يحصل اليوم، «ثمّ إن الشعار الذي نرفعه ليس حكراً علينا أو على أي طرف سياسي». ويجمع شباب التيار على أنّ من يرفض المشاركة في هذا اللقاء، تكون لديه مشكلة في المبادئ ومفهوم الوطن، لا مشكلة سياسية.
كذلك تترافق الحملة مع نشاطات مختلفة بين طلاب الجامعات كما يوضح حنّا «سنوزّع بشكل دائم بيانات، وسننظّم نهاراً للتوعية من مخاطر الحرب في مختلف الجامعات». يدرك حنّا أنّ بعض المشكلات ستواجه الحملة في الجامعات، لا سيّما أنّ النشاط السياسي ممنوع في غالبيتها، «ولكنّ ما نفعله إنساني وليس سياسياً، ولذا نتوقّع تجاوباً من إدارات الجامعات».
وفي هذا الإطار، يسرد حنّا الفكرة التي انطلقت منها الحملة «عدد من الناشطين في التيار بدأوا يشعرون باقتراب الحرب الأهلية، وكانت لديهم تساؤلات عن طريقة المحافظة على السلم الأهلي الذي ناضلنا من أجله عشرين عاماً، في ظلّ كثرة الحديث عن تسلّح واقتتال داخلي». وذكّر حنا ببعض الحوادث التي تصادف الطلاب في الجامعات «في بعض الأحيان كنا نسمع عن شباب يتركون الجامعة كي يؤمّنوا حماية لمراكز أحزابهم». انطلاقاً من هذا الواقع، انطلقت الحملة التي تراهن بالدرجة الأولى على وعي الشباب اللبناني، «فالشاب الذي لم يعش الحرب الأهلية، عليه أن يدرك أنها ليست تجربة جميلة، وأن حمل السّلاح لا فائدة منه في هذا الوطن، فكلنا لبنانيون وعلينا العيش سوياً بسلام، بغض النظر عن الاختلاف السياسي المشروع في كل دول العالم».
أطلق شباب التيار إذاً صرختهم ضدّ الحرب الأهلية «باسم الشاب اللبناني الذي رفض الذلّ والفساد والهجرة وحمل السلاح لتحقيق أهداف في وجه أخيه اللبناني»، وطالب بالمشاركة في الوطن.