ملأت الأعلام والكوفيات الفلسطينية واللافتات المنددة بمجلس الأمن والأمم المتحدة المكان قرب مسرح المدينة في بيروت. لم تكن الدعوة روتينية هذه المرة، بل إنّ الطلاب الثانويين والجامعيين التحقوا بالتجمع التضامني مع غزة، بعدما تلقوا نداءً بواسطة موقع «الفايس بوك» الإلكتروني.«we stand united against inhumanity ـ تعاطفاً مع غزة»، هو اسم المجموعة التي أسستها كلّ من: عدن عبيد، ليال عواد وديالا حجل من مدرسة «برمانا هاي سكول». تؤكد الفتيات الثلاث أنّ الدعوة وجهت إلى الجميع على الموقع، حتى إنهنّ هاتفن شباناً وشابات من مدارس أخرى (IC-ACS) وطلبن منهم المشاركة.
عواد أسفت «لعدم حصول تظاهرة تضامنية ضخمة تمتد من لبنان إلى كل الدول العربية». وقالت: «الأطفال الذين يقتلون في غزة لا ذنب لهم، وعلينا التحرك»، مشيرة إلى «أننا لم نجد طريقة أخرى لدعوة الشباب، فإمكاناتنا المالية ضئيلة، والكل يعلم مدى رواج الـfacebook».
انتقد المشاركون ردة الفعل العربية الرسمية «بحيث غاب أي استنكار للمجازر التي ارتكبت وترتكب كل يوم في غزة». ودعا الطلاب، العرب إلى الوحدة كحل أنسب للتخلص من إسرائيل، منددين بالصمت الدولي وخصوصاً عدم قدرة مجلس الأمن على التحرك.
ولما لم يستطع الطالب في الجامعة الأميركية ريان زهر، إيصال صرخته خلال الدعم التضامني الذي أقامته الجامعة، قرّر أنّ يشارك المجموعة وقفتها الاحتجاجية. ولأن اللبناني اعتاد التجمعات والتظاهرات السياسية، راح بعض المارة يسألون الطلاب عن انتماءاتهم، فسارعت ديالا إلى القول: «المجموعة طلابية عفوية وليست منتمية إلى حزب سياسي، وكل ما في الأمر أننا رأينا أهمية دعم فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، ضمن إمكاناتنا، استنكاراً للجرائم اللاإنسانية». في المقابل، انضم آخرون إلى التجمع ووضعوا الكوفيات وحملوا العلم الفلسطيني.
المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية نظمت لقاءً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني في مقبرة شهداء صبرا وشاتيلا، شارك فيه طلاب شباب لبنان وفلسطين. وألقى كلمة المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية صبحي ياغي.
وبالمناسبة، نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية اعتصاماً تضامنياً في مخيم برج البراجنة في يوم المرأة العالمي، وجاب المعتصمون شوارع المخيم، مرددين هتافات الدعم لغزة، داعين إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية. وفي نهاية الاعتصام، ألقت مسؤولة اتحاد المرأة في بيروت سميرة درباج كلمة طالبت بـ«إدانة المجازر في فلسطين وإرغام إسرائيل على وقف عدوانها وإطلاق سراح الأسرى في السجون».
وفي مخيم عين الحلوة، شاركت العشرات من النسوة الفلسطينيات في مسيرة جابت مخيم عين الحلوة في يوم المرأة العالمي بدعوة من الاتحاد العام الفلسطيني، وحمل المشاركون لافتات تندد بالجرائم الإسرائيلية في غزة.
وخلافاً لكل النساء في العالم واللواتي يطالبن في يوم عيدهنّ بتحريرهن من قيود مفروضة، فإن صرخة النسوة الفلسطينيات في عين الحلوة أطلقت من أجل تحرير بلادهنّ وتخليصها من قيود الاحتلال ودعوة إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته حيال المحرقة التي يتعرض لها أبناء غزة على أيدي الاحتلال، وطالبت لافتات حملت في المسيرة بإرسال قوات دولية إلى غزة، فيما دعت أخرى إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتجسيد لغة الحوار وتوحيد كل الجهود ضد الاحتلال الإسرائيلي.
رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان آمنة جبريل طالبت المجتمع الدولي بأن يكون منصفاً وعادلاً، وبأن يقدِّم مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحكمة الدولية لينالوا قصاصهم على ما ارتكبوه من مجازر وقتل للأطفال، وكان آخرهم أكثر من ثلاثين طفلاً سقطوا بالمحرقة الصهيونية في قطاع غزة من بين مئات الشهداء.
بلدة كفركلا الحدودية أيضاً شهدت تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من مناطق لبنانية مختلفة بدعوة من «الجماعة الإسلامية» في لبنان وحركة «حماس». وانطلقت المسيرة بداية من البلدة عبر شارع التحرير ثم البوابة، مرددين هتافات تدين الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة غزة، وألقيت كلمات شددت على دور المقاومة. ورأى المسؤول السياسي للجماعة في الجنوب بسام حمود، أنه رغم الحصار المفروض على قطاع غزة تبقى إرادة الشعب والمقاومة قادرة على هزيمة الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني. ورأى الشيخ داوود مصطفى من رابطة علماء فلسطين أن النصر آت، وناشد أهالي غزة عدم الالتفات إلى الحكام العرب. واعتبر ممثل الجماعة الإسلامية عزام الأيوبي «أن الأنظمة العربية متآمرة، ونحن نقول إنه ليس أهل غزة هم المحاصرون، بل اليهود الحاقدون هم المحاصرون لأن الشعوب العربية تحاصرهم، وسيأتي يوم نتخطى فيه هذه الحدود».
التظاهرة واكبتها عناصر من الجيش اللبناني انتشروا على طول الشريط الشائك، فيما التزم جنود الاحتلال مواقعهم خلف الشريط.
وفي سياق متصل، أقامت المنظمة النسائية الديموقراطية الفلسطينية احتفالات بمناسبة يوم المرأة العالمي وتضامناً مع نساء وأطفال غزة ويوم المعلم، ولا سيما في مخيم الجليل ـــ بعلبك. وألقت رانيا ردينة كلمة المنظمة، فتحدثت عن «أهمية هذا اليوم التاريخي الذي يجمع عيدي المرأة العالمي والمعلم ولما لهما من عطاءات وتضحيات»، واستنكرت «حرب الإبادة ضد أطفال ونساء فلسطين في غزة».
وفي مدينة بعلبك، عقد لقاء موسع لعلماء ورجال دين مسلمين ومسيحيين في البقاع في قاعة السيد عباس الموسوي، ضم 67 رجل دين سنياً وشيعياً ومسيحياً، للتباحث بشأن الرسوم الكاريكاتورية التي طالت الرسول الأكرم وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة وموضوع البوارج الحربية. وتضمن الحفل كلمات لكل من عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح، مطران بعلبك للروم الكاثوليك الياس رحال، الشيخ إبراهيم أبو شقرا باسم علماء فلسطين، وممثل حوزة بغداد الشيخ الدكتور فوزي الخزاعي.