نادر فوز
الأزمة الداخلية مستمرّة، ونُقلت سمومها إلى القمة العربية المقبلة. بعد أكثر من سنتين على متابعة اللبنانيين تسليتهم الداخلية، وجدوا ملهاةً جديدةً: قمّة دمشق. سيحضر الملك السعودي أو لن يحضر، ستوجّه سوريا الدعوة للحكومة اللبنانية أو لن تفعل، ستعود مصر إلى دورها الوسطي بين الدول العربية أم ستكمل في توجهها الجبهوي، الأردن ... قطر... العراق، وتطول اللائحة. تختلط هذه الأسماء بعبارة «ضغوط» لتتناوب على ألسنة السياسيين وتنتقل إلى مختلف الشوارع اللبنانية.
سئم اللبنانيون سماع أسماء هذه الدول أو قراءتها يومياً على نشرات الأخبار أو في الصحف، لتتبّع تقلّبات مواقفها. وما دامت حدود العالم العربي لا تنتهي فعلياً عند هذه الدول، يمكن تقديم بعض المواقف العربية المهمّشة، أو غير المأخوذة بعين الاعتبار، من قبل مركزي الثقل السياسي الخليجي أو المتوسطي.
جزر القمر وجيبوتي دولتان ربما لم يجدهما بعض اللبنانيين بعد على الخريطة الجغرافية للعالم.
عن الأزمة اللبنانية، يجيب القنصل الفخري لدولة جزر القمر، علي كزما، أنّ التمنيات بأوضاع سياسية مستقرّة لا تطال لبنان فقط، بل جميع الدول العربية، وخاصةً أنّ كل العرب «مجمعون على ضرورة انتهاء أزمة لبنان، ونجاح المبادرة حتمي وإلا ستقع البلاد في أزمة حادة». ويؤكد كزما أنّه ليس في لبنان جهة تعرقل الحل، «ما دام الجميع يسعون إلى الأهداف نفسها وهي وحدة لبنان واستقلاله وسيادته».
ويرى كزما أنّ لبنان، كسائر الدولة العربية، لا يستطيع أن يكون بمعزل عن محيطه العربي، فـ«من الطبيعي أن ينعكس أي خلاف عربي ـ عربي على بلد عربي ثالث أو رابع»، مشدداً على أنّ الوفاق بين العرب ينعكس وفاقاً بين اللبنانيين «وخاصةً أنّ لبنان يتمتع بمساحة من الحرية قد لا تجدها في دولة عربية أخرى».
«المشاركة في أي قمة عربية ضرورية بالنسبة لنا»، يقول القنصل كزما، مشيراً إلى أنّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها العالم العربي تحتّم على «القمر» المشاركة في قمة دمشق. وعن مستوى تمثيل جزر القمر، أكد القنصل ترؤّس الرئيس أحمد عبد الله سامبي، رئيس جمهورية القمر المتحدة، وفداً رفيع المستوى ليشارك في القمة العربية.
وفي كلمة أخيرة عن الجامعة العربية، قال كزما «هي تقوم بكل ما في وسعها من أجل المصلحة العربية، لكن الخلافات العربية ـ العربية تحرج تحرّك الجامعة.
أما قنصل جيبوتي، أسد الخوري، فيتحدث عن وضع البلد العربي منذ استقلاله ووجود قاعدة عسكرية فرنسية لحمايته من أطماع محيطه، ويشير إلى وضع قاعدة أخرى أميركية بعد هجمات 11 أيلول 2001. ويشدّد الخوري على دعم جيبوتي المطلق للجامعة العربية، «وبالتأكيد نتمنى نجاح المبادرة التي يحملها عمرو موسى»، مؤكداً تمثيل جيبوتي بالرئيس إسماعيل عمر جيليه. أما الأزمة اللبنانية، فتتطلّب تنازلات من قبل الطرفين، لافتاً إلى الحرص على أي دولة عربية، وملمّحاً إلى أنّ الحكومة الجيبوتية تعرف من يقوم بالتعطيل، لكن ليس من حقّها الإدلاء برأيها «ما دامت الأزمة داخلية»، ليكمل «المشكلة أنّ المواقف الرسمية في مكان والمضمون العربي في مكان آخر».