طرابلس ـ عبد الكافي الصمدسلّطت حركة الانشقاق التي أعلنها الشيخ سيف الدين الحسامي، مساء أول من أمس، عن «جبهة العمل الإسلامي» الأضواء مجدّداً على حركات مماثلة كانت قد شهدتها التيّارات السياسية في الشمال في السنتين الأخيرتين.
فالحسامي أعلن في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس، عن «انشقاق ما يقارب 160 عنصراً» من الجبهة «بسبب انكشاف الموقف الحقيقي لقيادة هذه الجبهة من قضية المقاومة، وتعمّدها توريط الشباب المسلم في أعمال ذات صبغة عسكرية وأمنية. وكشف الحسامي عن قيام «هيئة طوارئ» مهمتها «رفض الاستغلال والتجيير المسيء للعمل الإسلامي، ورفض الاختراق الإيراني في طرابلس، بعمقها الإسلامي وتاريخها الحضاري، وامتدادها النضالي المتواصل».
الحسامي شرح لـ«الأخبار» أبعاد تحرّكه قائلاً: «كنّا نسعى للتصحيح منذ أربعة أشهر، واتصلنا بكلّ المعنيين في القيادة، ولكن لم نستطع التوصّل إلى نتيجة معهم للرجوع عن الأخطاء التي يرتكبونها، فوجدنا أنّ توقيت الإعلان عن هيئة الطوارئ هو التوقيت الصحيح، لأنّ الأمر لم يعد يتحمّل الانتظار».
وأشار الحسامي إلى أنّ «أعضاء في الجبهة أيّدوني في تحرّكي، ولكنني لا أستطيع الآن أن أعلن عن أسمائهم»، مشيراً إلى أنّ «هناك خطوات مستقبلية سنقوم بها، أبرزها تشكيل مجلس قيادة جديد»، لافتاً إلى أنّ «العملية التصحيحية الإسلامية ينبغي أن تشمل كلّ المناطق».
وفي المقابل، أوضحت الجبهة في بيان لها أنّها «لا تعرف شخصاً بهذا الاسم قد انتمى إليها، أو التحق بصفوفها»، مشيرة إلى أنّ الأمر «لا يعدو كونه حلقة في سياق الحملة المسعورة، التي تشنّها بعض الجهات للإساءة إلى الجبهة عن سابق تصميم وإصرار، بعد أن حققت نمواً وانتشاراً غير مسبوق على الأراضي اللبنانية كلها». وأفادت مصادر مطلعة في الجبهة بأنّ الحسامي «ليس له علاقة تنظيمية بالجبهة، عدا عن أنّه شخصية غير معروفة في الأوساط الإسلامية، ولم ينتسب رسمياً لا لحركة التوحيد ولا للجبهة، بل حاول التقرّب من الشيخ منقارة».
وأضافت المصادر أنّ الحسامي «كان حين ذهابه عند منقارة، يأخذ معه شبّاناً لا تبدو عليهم علامات التديّن، لا في سلوكهم ولا في مظهرهم (بعضهم يضع أوشاماً على يديه وأنحاء جسده!)، ما دفعنا كتنظيم إسلامي إلى رفض انضمامهم إلينا، نظراً للضرر الذي سيلحق بنا، وبنظرة الناس إلينا، فكان ردّ منقارة: «يمكن تابوا، فلماذا نمنعهم ونطردهم؟».
لكنّ المصادر أشارت إلى أنّه «وصلتنا معلومات تفيد بأنّ هناك من دفع الحسامي نحونا بهدف إحداث خرق في صفوفنا والتشويش علينا، وعلى رأس هؤلاء نائب سابق عن بيروت من تيار المستقبل، إلى جانب أشخاص من طرابلس سهّلوا له المهمة، وعملوا على تأمين مبلغ مالي له، قدّر بنحو 60 ألف دولار أميركي تقريباً منذ أقل من أسبوع، بهدف إعداد سيناريو مؤتمر إعلامي وهمي يعلن فيه انشقاقه عن الجبهة، شرط إحضاره مواطنين أثناء عقده من أجل تضخيم الأمر، وإعطائه حجماً أكبر منه بكثير».
وفي حين أسفت المصادر لهذه «الأساليب المعيبة التي يعتمدها البعض من أجل الإساءة للجبهة»، فإنّها أوضحت أنّه «عندما اكتشف الأمر على حقيقته، وتبين أنّه «عمل استخباراتي» سيّئ الإخراج والتنفيذ، أبلغنا منقارة بالأمر فطرد الحسامي منذ نحو أسبوعين، ما جعله يهددّنا أنّه سيقوم بانقلاب ضدّنا، أو ما أطلق عليه لاحقاً «هيئة طوارئ». إلا أنّه لن يبدر منّا أيّ ردّة فعل، لأنّنا كنّا على علم مسبق بهذه الأمور، ونعرف حقيقة الموضوع بكلّ تفاصيله».