موسى يحذّر من أضرار التأخير على إستقرار لبنان والحكومة تربط تمثيله في القمّة بالمستوى العربيالتقت الموالاة والمعارضة على استبعاد عقد جلسة للمجلس النيابي غداً، لانتخاب رئيس للجمهورية، فيما توقعت مصادر المعارضة أن تؤجّل الجلسة إلى الأسبوع الأخير من شهر آذار الجاري.
ونقل تلفزيون «أخبار المستقبل» عن أوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري قولها إن هناك توجّهاً يقضي بتعيين الخامس والعشرين من الجاري موعداً جديداً للجلسة، إلّا أن مصادر أخرى رجّحت أن تكون في السادس والعشرين منه، في موازاة تأكيد المعارضة إمكان التوصّل إلى تسوية، انطلاقاً من المبادرة العربية قبل انعقاد القمة المقررة في العاصمة السورية يومي 29و30 الشهر الحالي.
وبعدما كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد أبدى استعداده للمشاركة في القمة، إذا وجّهت الدعوة إلى لبنان حسب الأصول، ربطت أوساط حكومية شكل التمثيل اللبناني في القمة بالتمثيل العربي، مشيرةً إلى أن مجلس الوزراء لن يوافق على ذهاب السنيورة لتمثيل لبنان إذا كان التمثيل العربي ضعيفاً، متوقعةً فشل القمة في حال حصول ذلك.
ورأت الأوساط أن «الفراغ الرئاسي مرشّح للاستمرار لفترة طويلة، وهذا يتماشى مع مصالح الجهات المعطّلة للحل في البلاد».
من جهته، رأى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن التأخّر في انتخاب رئيس للجمهورية سيزيد التوتر السياسي في لبنان، مشيراً إلى «أنه ليس هناك عقبات حقيقية تحول دون الانتخاب الذي هو ممكن وواجب، فيما التأخير فيه يُضرّ بلبنان واستقراره».
وأكد أن الانتخاب «فيما لو تمّ سيسهّل الكثير من الأمور على الصعيد الداخلي، كما العربي والإقليمي»، مشدّداً على أن «الوقت غير مناسب الآن للحديث عن مرشّحين لمنصب رئيس الحكومة، وهو ما تقرّره المشاورات النيابية وفقاً للدستور». وقال: «نتكلم الآن فقط عن انتخاب رئيس جمهورية وربما الشكل العام للحكومة».
بدوره، أكد مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية، هشام يوسف، رغبة الجميع في أن يتمّ التوصل إلى حل في لبنان، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، نافياً أن تكون «الدعوة إلى انتخاب رئيس قبل القمة من باب وضع الشروط». ولفت إلى أن موسى لم يتّخذ بعد أي قرار في ما يتعلق بالخطوات المقبلة.

القاهرة: أصدقاء سوريا لم يتجاوبوا

ورأى المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي أن «حل الأزمة اللبنانية هو عنصر أساسي يضغط على فرص نجاح القمة». ولفت إلى أن «الموقف السوري رئيسي وأساسي فيما يتعلق بالأزمة اللبنانية»، مشيراً إلى أن «لسوريا علاقات صداقة وطيدة، ولها أصدقاء وحلفاء على الساحة اللبنانية»، متهماً هؤلاء بأنهم «أصحاب مواقف تفسيرية من المبادرة العربية جعلتهم غير متجاوبين معها بالقدر الكافي، في مقابل معسكر الأكثرية الذي رحّب بالمبادرة».
وأكد زكي أن «سوريا بذلت جهداً، لكنه يبقى جهداً قاصراً يحتاج إلى بعض الدعم وتكثيف الإقناع للوصول إلى حل». وكشف أن «مستوى التمثيل المصري في القمة لم يتقرر بعد».
وأكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية»، جورج عدوان، أنه لا يؤيّد مشاركة لبنان في القمة العربية «ما لم تكن مدخلاً إلى حل المشاكل الداخلية والعلاقة مع دمشق»، واصفاً القول بإمكان حضور العماد ميشال سليمان القمة عن لبنان بـ«البدعة الدستورية». وأكد أن «لا عودة إلى قانون عام 2000 الانتخابي»، لافتاً إلى أن «قانون عام 1960 أفضل، ولكن المطلوب أن نصل نحو الأفضل».
وفي المواقف، رأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور أن سوريا مستمرة في عرقلة انتخاب الرئيس، متّهماً «النظام السوري بتصعيد اشتراطاته التعجيزية كما فعل مع موسى خلال زيارته الأخيرة لدمشق»، مستبعداً أن يُنتخب الرئيس قبل القمة. ورأى «أن الجو العربي كما تبيّن في القاهرة يدلّ على أنه لا حل قريباً».
وأعرب أبو فاعور في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» عن اعتقاده بأن الحل «لا يمكن أن يكون إلّا بصدام كبير أو بتسوية كبرى»، آملاً حصول هذه التسوية، لكنه أشار إلى أنه لا يرى أُفقاً لذلك، فيما أُفق الصدام «مفتوح أكثر».
ورأى النائب أكرم شهيب في كلمة له خلال تمثيله النائب وليد جنبلاط في عشاء أقامته جمعية «اسهام» صندوق دعم المريض في عاليه أن «المرحلة مرحلة استمرار التعطيل، لا حرب ولا استقرار، لا حل ولا انتخاب، المرحلة مرحلة انتظار لحسابات إقليمية يقودها «حزب الله» وتلوينة 8 آذار».
وهاجم الرئيس بشار الأسد ورئاسته للقمة العربية، داعياً إلى وضع علم أبيض على كرسي لبنان الشاغر في القمة، ورأى أن «كرسي لبنان يجب ألّا يشغله إلا رئيس لبناني ماروني منتخب قبل القمة».
وتعقد الأمانة العامة لقوى 14 آذار مؤتمراً صحافياً قبل ظهر اليوم في فندق البريستول، للإعلان عن برنامج النشاطات المزمع القيام بها في ذكرى 14آذار.

إنتخاب الرئيس ممكن وأكد النائب نوّار الساحلي أن ما نعيشه اليوم من هجمة أميركية على المنطقة هو لتنفيذ مخطط مشروع الانهزام والإضعاف والإذلال للمنطقة.
من جهته، أكد النائب حسن حب الله: «إذا تبلور اتفاق قبل ساعة من موعد جلسة الانتخاب تُعقد الجلسة»، مستبعداً حصول ذلك، ومحمّلاً الأكثرية والولايات المتحدة مسؤولية استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى. فيما أكد النائب حسن فضل الله على «أن المعارضة تعاطت بكل إيجابية وانفتاح مع أي مبادرة تؤدي إلى تحقيق تفاهم وتوافق يُنتجان شراكة وطنية، ولذلك تعاونّا مع المبادرة العربية. لكن من عطّل هذه المبادرة هو سياسة البوارج ». ورأى أن الأمور «وصلت إلى ما يشبه الحائط المسدود، وغير ظاهر في الأفق أن الفريق الآخر مستعد لأن يخرج من الالتزامات الأميركية»، مشدداً على «أن من يربط مصيره بالبوارج الأميركية ستغرقه هذه البوارج، لأنها سترحل ولن تأخذ أحداً معها، وستترك كل من ربط مصيره بالبوارج يغرق في البحر اللبناني».
بدوره، أكد المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، خلال احتفال لحركة «أمل» في بلدة معركة في ذكرى استشهاد عضوَي قيادة حركة «أمل» محمد سعد وخليل جرادي أن المبادرة العربية لا تزال قادرة على إنتاج تسوية سياسية قبل القمة العربية، داعياً الموالاة إلى كلمة سواء لرسم شراكة على أساس هذه المبادرة، ولفت إلى أن العودة إلى الحديث عن دوائر أصغر من القضاء هي كمن يدفع بنفسه باتجاه إنتاج الحروب، مشيراً إلى أن المعارضة وافقت على قانون القضاء إذا كان هذا القانون مدخلاً إلى التسوية، مؤكّداً أنه إذا طرحت قوانين لتغليب إرادة فئة على أخرى فإن حركة «أمل» لن تقبل إلا بالقانون «المثالي وهو لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية»، فيما لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي في حديث إلى «صوت لبنان» إلى أن الرئيس بري «يفكر ويسعى إلى إيجاد الحلول، ويسعى دائماً إلى طرح البدائل كما فعل عندما طرح مشروع المثالثة».
الى ذلك شكك رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان في مقابلة مع تلفزيون «الجديد» بقدرة العماد ميشال سليمان على الحكم وأعطى مثالاً على ذلك أحداث الشياح، كما طالب بأجوبة واضحة على ما حدث. ورأى ارسلان أن العماد سليمان ليست لديه مواصفات رئيس الجمهورية من وجهة نظره ونظرة الحزب الديموقراطي اللبناني مشدداً على أن رأيه لا يمثل كل المعارضة بالضرورة، وقال: «لن نسمح للعماد سليمان بأن يقرّر من هي الشرعية الدينية عند الدروز».
وفي موضوع قانون الانتخاب، دعا نائب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سليم الصايغ في حديث تلفزيوني «التيار الوطني الحر» والنائب العماد ميشال عون «إلى الحوار من أجل الاتفاق على القانون الانتخابي المناسب، ورأى أن المبدأ الأساسي هو التوصل إلى قانون انتخابات يحفظ حسن التمثيل المسيحي».
على صعيد آخر، رأى رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب، في محاضرة ألقاها في حسينية بلدة عيتا الشعب، بدعوة من «حزب الله»، أن المعركة ليست داخلية، بل «معركة كونية على لبنان، لأننا أسقطنا المشروع الأميركي الإسرائيلي خلال حرب تموز». وتوجّه إلى الموالاة قائلاً: «لتكن الأمور واضحة: إذا كنتم تريدون انتخابات رئاسية فشروطنا واضحة، وعليكم بالحوار حولها مع العماد ميشال عون، أما إذا استمررتم في المراوغة، فإن مرشحنا سيكون العماد ميشال عون وسننتخبه خلال عام 2009».
وكان وهاب قد جال برفقة عائلته ومسؤولين في «حزب الله» على المواقع الأمامية في الجنوب، كما التقى مسؤول الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق.

لقاء الجاهليّة والثوابت «الدرزية»ومن هذه الثوابت: تأكيد دور الموحّدين الدروز في التصدي لكل أنواع التشرذم والانقسام الطائفي والمذهبي، التأكيد على التمسك بنهج المقاومة والتحرير، التأكيد على استمرار العلاقة التاريخية والمميزة مع الشقيقة سوريا، الإصرار على وحدة الموقف الوطني والقومي والمقاومة لأبناء الطائفة، العمل على تطبيق إقرار قانون مجلس الشيوخ الذي أقره دستور الطائف ليكون موضع التنفيذ، تأييد إيران في حقها بامتلاك الطاقة النووية للاستخدام السلمي أُسوة بغيرها من دول العالم.
من جهته، رأى مجلس إدارة المجلس المذهبي الدرزي إثر اجتماع دوري عقده برئاسة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان أن استمرار الفراغ الرئاسي يفتح المجال أمام مخاطر سياسية وأمنية كبيرة لها تداعيات سلبية على الوضع الداخلي، آملاً من جميع الأطراف السياسية تغليب لغة العقل والمنطق ونبذ التفرقة والانقسامات، والذهاب نحو طمأنة المواطنين وتعزيز آمالهم وأحلامهم بوطن مستقر ودولة قوية.

سجال بين السبع وسكاف

من ناحيته، أشاد مجلس علماء البقاع في أزهر البقاع إثر اجتماعه بدعوة من مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس بـ«دعوة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني إلى عقد القمة الإسلامية الروحية، وتأييد ما صدر عنها من قرارات جامعة»، آملين «متابعة المسيرة وصولاً إلى قمة روحية وطنية عامة لرأب الصدع بين اللبنانيين، وللخروج بلبنان من أزمته الراهنة، والطلب إلى جامعة الدول العربية حضور لبنان على أعلى مستوى في القمة العربية، إذ لا قمة حقيقية من دونه».
في مجال آخر، رد المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات حسن السبع، على النائب الياس سكاف حول قانون الانتخاب وعمليات نقل النفوس، مؤكداً أن السبع حافظ على التركيبة الديموغرافية ولم يتجاوز يوماً الأنظمة والقوانين. وأشار إلى تقرير للمديرية العامة للأحوال الشخصية عن العمليات الموقعة من جانب الوزير السبع يفيد أن هناك 26 عملية تبديل للمكان في البقاع الأوسط ليست بينها أيّ معاملة نقل نفوس من المتن.
ورد النائب سكاف على السبع مكتفياً بتوجيه السؤال إليه «عما إذا كان ردّه قد جاء قبل سحب الملفات من دوائر نفوس زحلة ليلاً، أم بعد ذلك، وما إذا كان ردّه قد جاء قبل توجيه اللوم إلى بعض الأفراد الأمنيين والإداريين من أصحاب الضمير الوطني الذين كشفوا هذه المعلومات القيمة أم بعد ذلك». مجدداً تأكيد «كل ما ورد في المؤتمر الصحافي الأخير، ولا سيما أن المعلومات الواردة مستقاة من مرجعيات روحية مشهود لها بوطنيتها».


القنطار: التاريخ يعيد نفسه
تلا الشيخ حسام نصار ملاعب، خلال لقاء الجاهلية، رسالة من عميد الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار إلى المجتمعين، لاحظ فيها أن التاريخ يعيد نفسه، «والبوارج الأميركية عادت إلى مياه لبناننا الحبيب تترقب اللحظة المؤاتية للانقضاض على المقاومة». ودعا المجتمعين إلى «أن يكون اجتماعهم فرصة لإعادة التذكير بكل الثوابت وأهمها «أنكم تفضلون أن تموتوا وأنتم واقفون وترفضون أن تجثوا على أقدامكم راكعين مهزومين أمام جبروت المحتل والمستعمر، وترفضون الاستسلام وتصرون على حقكم في العيش بكرامة وعزة، وأنكم منحازون إلى جانب المقاومة العراقية والفلسطينية تدعمونهما بكل ما أوتيتم من قوة. أما في لبنان، فأنتم جزء لا يتجزأ من المقاومة البطلة التي لن تنهزم ولن تضعف ولن تتراجع. إنكم منحازون إلى الموقع الممانع الذي تمثله سوريا قلعة العروبة وحاضنة المقاومين. إنكم أوفياء لدماء الشهداء وأنّات الجرحى وعذابات الأسرى».
وحيّا من خلال المجتمعين «أبناء الجبل الأوفياء للعهد والوعد بأن يبقوا رأس حربة في مواجهة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي»، كما حيّا «المقاومة وعلى رأسها السيد القائد حسن نصر الله».