تواصلت أمس فعاليات التضامن مع غزة في المخيمات الفلسطينية وبعض المناطق اللبنانية. وإضافة إلى الاعتصامات الطالبية والنسائية التي نفذت يوم أمس، نظمت في شوارع صيدا حملة تبرعات مالية قامت بها الجماعة الإسلامية وحركة حماس من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة في وجه العدوان الإسرائيلي. وكان لافتاً الإقبال على التبرع، ولا سيما من جانب النساء والأطفال.وفي عين الحلوة، اعتصم أمس أطفال مدرسة السنابل أمام مسجد خالد بن الوليد في الشارع التحتاني من المخيم. لم تُخفهم صورة عملاقة تظهر كونداليزا رايس على شكل مصاصة دماء، بل راحوا يتحدّونها ويرمقونها بنظرات غاضبة بينما الطفلة سارة راحت تخرج لسانها من فمها، فيما آخرون من أقرانها يرفعون شعارات النصر ويكبّرون ويهتفون بحياة «أبو العبد (يقصدون إسماعيل هنية) قالها ... غزة وإلها رجالها» و«يا رايس يا بلا راس».
صورة رايس وضعت بالقرب من مسجد خالد بن الوليد، وبحسب الحاج محمد قبلاوي فإن رايس «ستتعرض كل يوم لأدعية في كل مواعيد الصلاة إلى أن يكسر الله شوكتها ويشفي صدور قوم من المؤمنين».
وفي مدينة النبطية، نظّم اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني لقاءً مفتوحاً تحت عنوان: «عبّر عن رأيك» في ساحة العالم حسن كامل الصباح في مدينة النبطية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة وتنديداً بالمجازر الوحشية الإسرائيلية التي تُرتكب بحقهم، واستنكاراً للصمت الرسمي العربي تجاههم.
وتضمّن اللقاء معرضاً للصور عن المجازر والاعتداءات الإسرائيلية في غزة وفلسطين، وشعارات نددت بالصمت العربي، وكلمات «أين أنتم يا حكام العرب»، «غزة ستنتصر» إضافةً إلى لوحات كرتونية بيضاء عبّر عنها الحضور بكتابات تعاهد على البقاء على نهج المقاومة وتدعو أهل غزة للصمود.
وتحوّل اللقاء إلى منبر خطابي، وبثّت أغان وطنية، وألقى علي شميساني كلمة باسم اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، ندد فيها بالحكام والملوك العرب، وقال: «اعلموا أنه سيأتي اليوم الذي نتحرر فيه من تماثيلكم وسياساتكم البليدة البالية، ورحمكم الله ورحم قممكم المستعربة المؤتمرة والمأمورة، وعلى أشكالكم حكامنا اللبنانيين، طبقة سياسية طائفية فاسدة، تجمع المصالح والمغانم، تجتمع على الوطن تارةً وعلى الشعب أطواراً، ولكل منكم دويلته الطائفية وفساده وأزلامه وقانون انتخابي يفصّل على قياسه».
وأشار حسين معاز باسم منظمي اللقاء إلى أن الهدف «هو أن يعبّر الجميع عن كلمتهم ورأيهم، وأن تكون من هنا من الجنوب، من النبطية صرخة للعقول العربية الرسمية، لتستفيق من سباتها ولأهل غزة نقول نحن معكم». ولفت إلى أن اللقاء هو «واحة للتعبير وصرخة في وجه الظلم والعدوان».
وتحت عنوان «تحية من أشبال الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أشبال غزة»، نظّمت عمدة التربية والشباب في الحزب القومي اعتصاماً رمزياً أمام مقر «الاسكوا» مساء أول من أمس شارك فيه أكثر من 500 شبل وزهرة، وذلك تعبيراً عن التضامن مع أطفال غزة.
وقد رفع المعتصمون أعلام الحزب وفلسطين ولبنان، وحملوا لافتات منددة بالمجازر «الإسرائيلية» الوحشية ضد أطفال غزة وفلسطين.
شارك في الاعتصام عميد التربية والشباب في الحزب صبحي ياغي وهيئة العمد، وألقت زهرة ديالا أحوش كلمة استهلتها «بتوجيه التحية إلى أطفال أشبال فلسطين». وأضافت: «نحن شعب لا يموت رخيصاً، نحن شعب يصبر ويتحمل، نحن بركان ينفجر في وجه الأعداء. لا ننتظر مساندة من أحد، فاتكالنا على مقاومة شعبنا».. نحن لا نعتدي على أحد، لكننا «لسنا نعاجاً إذا هوجمنا بل أسود».