فداء عيتاني«الأزمة ليست مع الشيعة، بل مع فريق سياسي داخل هذه الطائفة»، يقول النائب السابق فارس سعيد الذي يُعَدّ بحق أهم منظّر لقوى 14 آذار، وإن كان يعني بكلامه أن الأزمة هي مع حزب الله، وخاصة إمساكه بقرار الحرب والسلم. إلا أن لكلامه معنى جدياً لا بد من النظر إليه. فالمشكلة، وإن كانت تحمل كل العوامل الطائفية، هي أزمة حول الخيارات التي يأخذها كل طرف من أطراف النزاع المحلّي، وقوى 14 آذار أعلنت سلفاً انحيازها إلى المعسكر الأميركي، وصداقتها للولايات المتحدة، وبالتالي فإن الفريق الآخر هو ذاك الذي يناصب أميركا العداء. رغم ما يحمل هذا الكلام من تبسيط، من الضروري تأكيده بين حين وآخر، حتى لا نغرق في وحل الطائفية. فلدى كل الطوائف من يعارض الأميركيين والإسرائيليين أو يمالئهم، وتختلف النسب بين هذه وتلك، وعندها ينطبق كلام سعيد على الجميع. فالأزمة ليست مع الدروز والسنّة وبعض المسيحيين، بل مع قادة من هذه الطوائف خيارهم يصبّ في الولايات المتحدة. في كل الأحوال، نفد صبر البيت الأبيض من تفلسفنا، وخرجت المتحدثة باسم هذا البيت أمس على الناس شاهرة سيفها.