ثائر غندوراللون الأحمر سيملأ قصر الأونيسكو يومي السبت والأحد المقبلين. سيلتقي «رفاق» سابقون وحاليّون، لبحث المرحلة الجديدة التي يمرّ بها الوطن.
الآمال المعقودة على اللقاء كثيرة. منهم من يرى فيه فرصة لبلورة أفق جديد ليسار يشعر أهله وكثير من المراقبين بالحاجة الموضوعيّة لوجوده، علّه يخفّف من حدّة التمترس المذهبي، ويعيد بعض الحقوق للفئات المهمّشة في المجتمع. لكنّ الأمين العام للحزب الشيوعي، خالد حدادة، يخفض مستوى الطموحات حتى لا يُصاب اليساريون بخيبة أمل، ويرى في اللقاء جلسة للنقاش وخطوةًأوليّة يتم البناء عليها. ويقول حدادة إن حزبه لا يضع تصوّرات مسبقة لما يُمكن أن يُنتجه اللقاء، بل يترك الأمر للمجتمعين.
ولكن، هل يسفر هذا الاجتماع عن حزب جديد أو تجمّع؟ يردّ حدادة بالنفي. ويحيل الأمر على الذين سيجتمعون. والقرار حول بقاء اللقاء موسمياً أو تحوله إلى صيغة ثانية «هم من يحدّده». ويرفض ربط عقد اللقاء في هذا الوقت بالمؤتمر الحزبي المنوي عقده خلال شهر آذار، «فنحن سرّعناه حتى لا يتزامن مع المؤتمر». أمّا لماذا لم يترك للقيادة الحزبيّة الجديدة، فيقول حدادة إن قيادة الحزب استمراريّة.
ويتحدّث الدكتور غالب أبو مصلح عن أهميّة عقد هذا اللقاء لكونه سيمثِّل فرصة لتحديد معنى كلمة اليسار «التي أصبحت مبهمة». ويرى أنّ من المهم إعادة بناء اليسار بما يتماشى مع الواقع، إذ نعيش «في عصر الإمبرياليّة، وهي أكثر وجوه الرأسماليّة توحشاً وعولمة وفي ظلّ حكم الشركات العابرة للقارات». ويعتقد أن مؤتمراً كهذا قد يؤدّي إلى إعادة فهم طبيعة هذا العصر وتناقضاته «وصياغة موقفنا منه وطرح رؤىً أقتصاديّة ـ اجتماعيّة جديدة».
ويقدّم أحد الشيوعيين قراءة نقديّة لهذا اللقاء، وهو من المجموعة الضيقة التي بدأت النقاش في هذا الموضوع منذ سنتين، ويشدّد على أنه سيشارك ليرى ويقول نقده في الداخل. ويحدّد نقاطاً يُمكن تجاوز العديد منها في الأيام المقبلة من شأنها أن تُنجحه أو تُفشله وهي:
ـ معدّل أعمار المدعوين العالي، وعدم دعوة مروحة كبيرة من اليساريين الشباب.
ـ عدم وضع معايير واضحة لاختيار الأشخاص، فتمّت دعوة أشخاص كانوا شيوعيين، لكنّهم في موقع آخر اليوم.
ـ غياب الآليّة الواضحة لكيفية سير أعمال المؤتمر ومن سيتحدّث وكيف، ما قد يؤدّي إلى فوضى تقضي على الفكرة ويُصبح تكرار هذا النوع من اللقاءات أصعب.
ويرى هذا الشيوعي أن الدعوة إلى المؤتمر حصلت سريعاً، بينما كان من الأفضل التريّث قليلاً ريثما تُنجَز أوراق النقاش، وقال إن اعتبار من يسمي نفسه اشتراكياً في خانة اليساري يدفعنا إلى قبول «وليد جنبلاط وكامل الأسعد، بينما الموقف من المقاومة هو أساسي في هذا الموضوع».
يذكر ما كتبه زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي السابق في واشنطن عن الشيوعيّة بأنها فكرة ممتازة تسرق عقول ألمع الناس، لكنّها تحتاج إلى 300 عام لتطبيقها، ليقول إن الممارسة هي التي تُحدّد المعايير.
يوما السبت والأحد سيحدّدان مصير فكرة انتظرها الرفاق أكثر من سنتين، والواقع المتأزم يقول إن الحاجة إليها كبيرة.