نادر فوزمن النقاش في صلاحية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً، إلى الحوار بشأن الحكومة المقبلة في عهد الرئيس العتيد، فتناول قضية القانون الانتخابي. ثلاث قضايا رئيسية طالبت المعارضة بطرحها في إطار السلّة المتكاملة، لم يُتّفق على أيٍّ منها حتى اليوم، بحضور عربي أو عدمه، بمباركة أجنبية أو عدمها. والأبرز خلال الفترة السابقة هو التجاهل التام لموضوع حكومة الشراكة الوطنية، وتركيز القوى السياسية على القانون الانتخابي، كأنّ الطرفين يئسا من مناقشة الموضوع الأول. ويبدو أنّ المواطنين يستعدّون لاستكمال موجة الإحباط الممتدة بين هذه القضايا الثلاث.
وبينما انخفضت حدّة السجال السياسي خلال الأسبوعين الماضيين، تبقى الأزمة صامدة بانتظار عوامل عديدة، بدءاً بقمّة دمشق.
يقول عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار: «الانتقال بالحديث من موضوع الحكومة إلى القانون الانتخابي هو خطة لدى المعارضة لخلق العراقيل أمام الحلول المقترحة». ويرى الحجار أن تصرفات المعارضة رسالة إلى «العرب والعالم أنّ المشكلة لا علاقة لها بالسوري والإيراني، بل هي مجرد أزمة داخلية على أمور لا نتّفق عليها»، مشيراً إلى ما قاله الرئيس نبيه برّي خلال لقائه المتلفز الأخير، ومؤكداً أنّ سياسة العرقلة ستُستكمل ما دامت «سوريا وإيران لم تقبضا ثمن التسوية التي سيقومان بها».
وبحسب الحجّار، عنوان العرقلة الذي تطرحه المعارضة اليوم هو القانون الانتخابي، لافتاً إلى أنّ ما تقترحه يهمّش 128 نائباً لحساب شخصين أو ثلاثة. ويكمل أنّ مرحلة التعطيل المقبلة ستندرج في إطار المطالبة بالعماد ميشال عون رئيساً وليس سليمان، «كما قالت إحدى شخصيات المعارضة أخيراً»، مشيراً إلى المثل القائل: «خذوا أسرارهم من صغارهم».
أما عن حالة الهدوء التي يمرّ بها الوضع السياسي في لبنان، فيقول الحجّار إنّ «الانتظار والترقّب مفروضان على لبنان قبيل قرع الطبول»، مردداً الكلام الشائع عن الحوادث السياسية المتوقع حصولها إقليمياً من القمتين الإسلامية والعربية إلى الانتخابات الإيرانية والأميركية وغيرها.
من جهة أخرى، يؤكد عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان أنّ الانتقال من موضع إلى آخر «ليس إلا لعبة سياسية تنتهجها السلطة»، وأن إقدام الموالاة على تغيير العناوين الأساسية ما هو إلا حيلة لتتلاءم مع كل مرحلة. ويؤكد كنعان أنّ المشكلة اليوم هي في تكوين سلطة دون رؤية «في ظل استمرار الموالاة في إنكار الخلل السياسي الذي أوصلنا إلى هذه الأزمة».
وعن الهدوء الحاصل، يرى كنعان أنه نتيجة انتظار الموالاة لمواقف الخارج، إذ «إنهم اعتادوا المراهنة على ضغوط وتغيّرات في بنية الصراع الخارجي بدل المراهنة على التوافق المحلّي».
أما المسؤول في التيار الوطني الحرّ سيمون أبي رميا فيشير إلى أنّ الأمين العام عمرو موسى طرح قضية القانون الانتخابي خلال جلسات الحوار «لإيجاد نقاط تقاطع بين القوى، إلا أنه اصطدم من جديد باختلاف وجهات النظر».