ليال حداد
وصل الربيع إلى كلية الإعلام والتوثيق ـ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، على أنغام «الواوا» و«يا طبطب ودلّع». احتشد الطلاب في الساحة الرئيسية للكلية، ارتدوا ثياب المهرجان الملوّنة، ورقصوا وغنّوا وأكلوا مما قدمته الهيئة الطلابية في «مهرجان الربيع الأول» في الكلية.
يشرح رئيس الهيئة مروان جرجورة فكرة المهرجان «نحن شعبٌ فعلاً يحبّ الحياة، لذلك ابتكرنا فكرة spring festival وهو بعيد كل البعد عن أي هدف سياسي، فكل الطلاب موجودون هنا».
المهرجان شبيه بيوم التراث الذي تنظّمه الهيئة سنوياً، إلّا أنّ هذا التقليد الجديد أزعج بعض الطلاب إذ رأوا أنّه «استعراض للقوة» قبل الانتخابات بأسبوع واحد. وترى الطالبة رنا حداد «أنّ ما يحصل هو مهرجان انتخابي، فالقوات اللبنانية تلجأ إلى هذه الطريقة لجذب الطلاب». وتشير إلى الطريقة التي يستخدمها القواتيون في الكلية للتعريف بمرشحيهم في هذه المهرجانات «في يوم التراث مثلاً تدخل عروس وعريس ويكونان مرشحين، كما أن خلية القوات تعمل على إبراز مرشحيها بشكل فاضح حتى لو لم تعرّف عنهم بطريقة مباشرة».
وفي الإطار نفسه، لم تبدُ السياسة بعيدة عن المهرجان، ففيما كانت الأجواء هادئة في البداية، تحوّلت مع أغنية «سيف البوادي» إلى احتفال سياسي، فارتفعت أعلام القوات اللبنانية، وشعار «الدلتا»، فيما أصرّ طلاب التيار الوطني الحرّ رغم عددهم القليل في المهرجان على إثبات وجودهم، فرفعوا بدورهم شعارهم. ولم تغب الأجواء السياسية حتّى عن عيد ميلاد «أحلى president» مارون ساحلاني، و«أحلى president»، هو رئيس خلية القوات في الكلية، فحمل الطلاب ساحلاني، فيما كان يضع علم القوات على كتفيه.
كما كان بارزاً حضور قواتيين تخرّجوا من الكلية، إضافة إلى حضور مسؤول الإعلام والتنشئة والتنظيم في الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب القوات زاهي نوح.
وتخلّل المهرجان عرض لسيرك لبنان وهو «مفاجأة الاحتفال» كما قال جرجورة، فاستعرض أربعة شباب قدراتهم على إخراج النيران من أفواههم، وقيامهم بحركات بهلوانية وهو ما أثار حماسة الطلاب.
أمّا الطلاب المستقلون، فبدت مواقفهم مختلفة من المهرجان، فمنهم من أيّد النشاط «لكون الكلية تحتاج إلى هذه الاحتفالات بعيداً عن السياسة وتشنجاتها»، كما تقول الطالبة ماريا خوري. أمّا أحد الطلاب المستقلين «والقرفانين من السياسة» كما يعرّف عن نفسه، فأكّد «أنّ الشعارات والأعلام السياسية ترفع في الاحتفالات المشابهة، والنشاطات الترفيهية هي نسخة مقنّعة عن تلك السياسيّة، التي تهدف إلى الترويج لطرف معيّن بهدف الفوز في الانتخابات».
وفي كلية الإعلام أيضاً وضمن التحضير للانتخابات، ينظّم التيار اليوم «orange day» وهو «تقليد عوني» في مختلف الجامعات يسبق الانتخابات الطلابية، حيث يوزّع الطلاب عصير البرتقال على الطلاب. وحتى الساعة لم يعلن أي من الطرفين أسماء مرشحيه للانتخابات المقرّرة الثلاثاء المقبل.