ليال حدادأقرّ الموقّعون بصعوبة الوضع اللبناني الحالي، ومع ذلك طالبوا بنظام علماني، متحرّر من قيود الطائفية وقواعدها، في الدولة والمجتمع، وبدولة «تتحرّر من المزيج القاتل بين العصبية والعصابة».
قد تبدو هذه المطالب، للوهلة الأولى، تقليدية أو مستهلكة، إلا أنّ الموقّعين قرّروا وضع خطة عمل كي لا يبقى الإعلان حبراً على الورق، «وأحسن ما يصير بالأرشيف متل باقي الإعلانات المشابهة»، يقول أحد الشباب الموقّعين على الإعلان.
يحتوي الإعلان على عشرة مطالب أساسية أبرزها: «الحفاظ على السلم الأهلي، قيام دولة على أساس المواطنة، رفض المحاصصة الطائفية في توزيع كل المراكز، وضع قانون انتخاب خارج القيد الطائفي وعلى أساس النسبية، إقرار قانون مدني اختياري للأحوال الشخصية». وللإعلان أيضاً رأيه بالمقاومة، فهذه الأخيرة «حقّ شرعيّ، وضروريّ، لتحرير الأرض اللبنانية وتعزيز قدرة لبنان على ردع العدوانية الصهيونية».
ويرى رئيس حركة الشعب نجاح واكيم، وهو أحد الموقّعين على الإعلان، أنّ «الأفكار والمبادئ الواردة في هذا الإعلان ليست جديدة، بل إنها محلّ إجماع القوى الوطنية التقدمية العلمانية». غير أنّ المشكلة، بحسب واكيم، «كانت في طريقة تحويل هذه الأفكار إلى مشروع سياسي قابل للتحقيق».
من جهته، يؤكّد الوزير السابق جورج قرم أنّ الشأن الاقتصادي يجب أن يأخّذ حيّزاً مهماً في هذه المبادئ، و«لا سيّما أنّ لبنان يعيش منذ الاستقلال جريمة اقتصادية، وهي عدم استغلال القدرات الموجودة فيه». واستشهد قرم بالوضع الاقتصادي في دول عانت نزاعات أو أوضاعاً صعبة مثل إيرلندا وسنغافورة وقبرص، مستعرضاً ارتفاع دخل الفرد السنوي بشكل كبير.
ولكن بعيداً عن النصّ الرسمي للإعلان، يبقى للشباب رأيهم الخاص بالموضوع. «فصحيح أنّ الموقّعين على الإعلان شخصيات سياسية واقتصادية مهمّة، ولكن نحن العصب الأساسي لكلّ تغيير في المجتمع»، يقول الشاب أحمد قاسم. ويعلّق الشباب، الذين كانوا موجودين بكثرة في المؤتمر الصحافي الذي أعلنت فيه المبادئ أمس، آمالاً كبيرة على إمكان الانطلاق من هذا الإعلان لإحداث تغيير فعلي في المجتمع :إنو لازم نبلّش من شي محلّ، وهيدا الإعلان أكتر من بداية مشجّعة»، تقول مريم الحاج حسن.