وصف السفير الدانماركي يان توب كريستنسن الرسوم المسيئة إلى النبي محمد بأنها «عمل فردي قام به مواطن دانماركي، وهي لا تنبع من دولة الدانمارك وليست موجهة ضد الإسلام. والدانمارك تساعد العالم الإسلامي إن كان في غزة أو في جنوب لبنان. وما حصل لا يعكس طبيعة الشعب الدانماركي، وليس المقصود منه الإساءة إلى الإسلام»، مشيراً إلى أن «التعبير عن الذي حصل يجب أن يتم بغير الطريقة التي عبّر عنها. وإنما بطريقة حضارية مدنية من أجل وصول الرسالة بشكل أوضح»،كلام كريستنسن جاء خلال مؤتمر صحافي في مركز التنسيق لنزع الألغام في جنوب لبنان، في صور، للإعلان عن «تخصيص بلاده مليون دولار أميركي إضافية مساهمة جديدة لهذا العام، في عملية نزع القنابل العنقودية من جنوب لبنان، ليصبح مجموع مساهمتها ثلاثة ملايين دولار».وقال كريستنسن، بعد اطّلاعه على ملخص عن القنابل العنقودية للأمم المتحدة والجيش: «إن بلادي من الأساس موّلت وساهمت في عملية النزع في الجنوب، ومنذ شهر جددت التزامها من خلال تمويلها عملية إزالة القنابل العنقودية بمليون دولار أميركي».
ورأى أن «عدم توفير المعلومات عن موضوع القنابل العنقودية قد شكل، عبر التاريخ، مشكلة لعمليات النزع التي تجري بعد الحرب والتي تؤثر على المدنيين وتخلف الإصابات»، آملاً «التعامل مع هذا الموضوع عالمياً للوصول إلى نتيجة، وتسلّم الدول التي تستخدم هذه القنابل كل المعلومات عنها».
وقال: «في حال عدم توافر المعلومات من إسرائيل أو من غيرها من الدول فهذا يؤثر سلباً على عملية نزع القنابل العنقودية»، لافتاً إلى أن «العملية تصبح أسهل وأسرع إذا ما توافرت هذه المعلومات إن كان في لبنان أو في دول أخرى تستعمل هذه القنابل»، لافتاً إلى أن بلاده، «منذ عام 2006، ساهمت في عملية إعادة الإعمار في الجنوب عبر العديد من الجمعيات الدانماركية وساعدت من هم أكثر حاجة إلى استرجاع حياتهم الطبيعية».
واستبعد «نشوب حرب جديدة على غرار حرب تموز»، وقال: «إن الجهات المختلفة في الحرب لديها الحكمة والوعي، والعودة إلى حرب جديدة تكبد الطرفين خسائر، وبالتالي إذا عادت الحرب فليس من رابح، الجميع خاسر، خسارة في الأرواح والممتلكات لدى الطرفين».
وأبدى أسفه حيال الوضع السياسي اللبناني الداخلي «في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، ما يعطّل الحياة الطبيعية». وقال: «خلال فترة وجودي في لبنان لاحظت الكثير من القدرات لدى الشعب اللبناني التي هي غائبة بسبب الوضع الداخلي»، معتبراً أن «لدى الأطراف السياسيين اللبنانيين الحكمة الكافية لعدم الخوض مجدداً في تطوير الوضع نحو الأسوأ، لأن الجميع لديه الخبرة بما حصل خلال الحرب الأهلية من خراب ودمار».
وأضاف: «على رغم كل الوضع السائد، فإن لدى اللبنانيين القدرة على سلوك كل طرق الخلاص»، مشيراً إلى أن «النمو الاقتصادي كان بنسبة 2,5 في المئة على رغم كل الوضع غير الطبيعي، وهناك دول أوروبية تتمنى هذا النمو خلال سنة. وهناك فرق بين لبنان وغيره من الدول، وإذا توافر الاستقرار فيه تصبح نسبة النمو أكثر من 10 في المئة».