غسان سعودعشيّة مؤتمر «ربيع 2008» الذي تنوي قوى 14 آذار عقده في «بيال» عصر غدٍ لصياغة رؤيتها الموحدة لبعض الملفّات الكبرى، تبدو هذه القوى مختلفة حول الكثير من الشؤون الصغرى. اختلاف يصر معظم أهل 14 آذار على عدم وجوده، رغم اعترافهم ببعض «الاختلافات التي تبرز أحياناً، وسرعان ما يجري استيعابها». وعُلم في هذا السياق أن البيان الختامي للمؤتمر الذي سيعقد تحت شعار «معاً.. نحقق حلم لبنان» سيبقى في العموميّات بحجة «عدم الدخول في التفاصيل الهامشيّة والمحافظة على جوهر القضية». وسيتجنب المؤتمرون تقديم تقديرهم الصريح للقانون الانتخابي الواجب اعتماده، مستعيضين عنه بالمواقف العموميّة حول ضرورة إقرار القانون الأكثر تمثيلاً.
ولن يعرضوا وجهة نظرهم في ما يتعلق بسلاح حزب الله والسياسة الدفاعية للبنان. وهنا، يشرح أحد نواب المستقبل الشماليين أن الهدف ليس عرض موقف قوى 14 آذار من القضايا الاختلافيّة، بل تقديم «ورقة ثوابت»، مشيراً إلى أن معدِّي الورقة تجنّبوا استفزاز أي طرف، ووازنوا بين آراء صقور تجمع 14 آذار وحمائمه.
على صعيد المشاركة، يقول النائب المستقبلي إنها ستكون كاملة، ولن يغيب أحد، مستغرباً تضخيم غياب ممثلي الحزب التقدمي الاشتراكي والكتلة الوطنيّة في لجنة متابعة 14 آذار عن المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن «ربيع 2008».
في المقابل، يقول أحد المقرّبين من قوى 14 آذار إن عامل الوقت يخدم الأقلية منذ البداية. وبعد الانتكاسة الجزئية لبعض رموز 14 آذار نتيجة مآخذهم على إدارة الملف الرئاسي، ستزداد التباينات مع اقتراب موعد الانتخابات النيابيّة. فمن جهة هناك قانون الانتخابات، وخصوصاً تقسيم الدوائر حيث لم يستطب النائب وليد جنبلاط مجاراة النائب سعد الحريري للرئيس أمين الجميّل في تقسيم الأقضية، بحيث يهدِّد هذا التقسيم نفوذ 14 آذار ليتمكن الجميّل من إبعاد كأس الصوت الأرمني عن المتن. كما وجدت معظم هذه القوى أن مصالحها النيابيّة واستمراريتها تتطلبان تقاسيم مختلفة، الأمر الذي سيؤدي إلى تصدُّع ما إذا لم يتدارك القيِّمون الأمر.
من جهة أخرى، يقول مستشار لأحد وزراء الأكثرية: «هناك المقاعد النيابية». فالقوات اللبنانيّة الممثلة اليوم بخمسة نواب ستسعى لرفع حصّتها في المجلس المقبل، وستطالب بمرشحين في دوائر تضمن الأكثرية فوزها فيها. وهنا يفترض السؤال عن مصير نائبي عكار عن المقعدين الأرثوذكسيين رياض رحّال وعبد الله حنّا (ستطالب القوات بنائب على الأقل)، والنائب عن المقعد الماروني هادي حبيش. ويتوسع هذا السؤال ليشمل معظم المقاعد المسيحيّة التي يتربع عليها اليوم نواب من تيار المستقبل.
وفي انتظار ما ستؤول الأمور إليه، يقول أحد نواب اللقاء الديموقراطي إن الأكثرية تتعامل مع الأحداث كل في وقته، مشيراً إلى أن قرار المشاركة في القمّة أخذ حيّزه في النقاش وبيّن أن الاتجاه الأكثري العام يذهب صوب المقاطعة. مقاطعة كان قد بشّر بها جنبلاط ووائل أبو فاعور رغم دعوة النائب بطرس حرب إلى المشاركة بوفد وزاري يترأسه وزير مسيحي، وقول الوزير غازي العريضي إن «القمة «قمة عربية» والدول غير مدعوة إلى اجتماع سوري أو مبادرة سورية، مثلاً».