طرابلس ـ عبد الكافي الصمدينفذ طلاب مدرسة الجديدة الرسمية للصبيان وأهاليهم، غداً السبت، اعتصاماً أمام مبنى المدرسة، احتجاجاً على قرار وزارة التربية والتعليم العالي القاضي بإخلاء المبنى بسبب تصدّعه وخطورة انهيار سقفه. وكان قرار الوزارة الذي تسلّمته المدرسة عبر المنطقة التربوية في الشمال قد أحدث إرباكاً نفسياً كبيراً لدى إدارة المدرسة وطلابها، لكونه سيؤدّي إلى تشرّد أكثر من 950 طالباً، عدا عن تأثيره السلبي على الطلاب الذين بدأوا يعدّون العدّة للامتحانات الرسمية.
ويوضح رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشّمال، عبد الحميد عطية، أنّ أمر الإخلاء أتى بحجّة أنّ المبنى آيل إلى السقوط، ولم يستيقظوا على تنفيذه إلاّ في منتصف العام الدراسي الحالي، مع أنّ مشروع إعادة تأهيل المبنى وترميمه لم يُلزّم بعد، وهو يقضي ببناء 3 طبقات من جهة «مستشفى البيسار»، وطبقة واحدة لجهة مدخله الرئيسي، يراعى فيه الحفاظ على الشكل التراثي للمبنى العائد إلى أيّام العهد العثماني.
وما يفاقم حجم المشكلة أنّ المبنى الحالي يضمّ طلاباً من مدرستين هما «الجديدة الرسمية للصبيان»، و«فرح أنطون الرسمية»، التي «تهجّر طلابها السنة الماضية، بحجّة أن مبنى مدرستهم أيضاً معرّض للسقوط، من غير أن يباشَر بتأهيله حتى الآن، بل تحوّل إلى مرتع للجرذان والفئران. ويشير عطية إلى أنّ طلاب المدرستين سيتهجّرون، بحسب القرار، إلى مدرستَي «مي للبنات» و«النموذج للصبيان»، مشيراً إلى أنّ المدارس الأربع ستتضرر، وسيؤثر ذلك في مستوى الطلاب التعليمي، ونتائجهم في نهاية العام الدراسي.
ويرفض الطلاب وأهاليهم فكرة اتّباع نظام الدوامين النّهاري والمسائي في المدرستين الجديدتين، وكذلك نظام المداورة يوماً بيوم بين طلاب المدارس الأربع، لأنّه لم يبق سوى قرابة 3 أشهر على نهاية العام الدراسي. وقد وقّع نحو 300 من أولياء أمور الطلاب في المدرستين، عريضة أعلنوا فيها تحمّلهم مسؤولية أي حادث يقع لأبنائهم. ويوضح عطية أنّ المبنى الحالي يعاني تشققات وتصدّعات، لكنّه ليس معرّضاً للسقوط، إذ إنّ سماكة الحائط فيه تبلغ نصف متر، وأعمال الصيانة السابقة أبقته في حالة مقبولة.
يذكر أنّ عدد طلاب المدرستين هو 675 في «الجديدة»، وبين 175 و200 طالب في «فرح أنطون». ويلفت عطية إلى صعوبة انتقال هذا العدد من الطلاب إلى مدرستين أخريين.