عمر نشابة«نجحنا في إقرار التحقيق الدولي ونجحنا في إقرار المحكمة الدولية!» قال أحد خطباء «قوى 14 آذار» وتبعه تصفيق حاد في قاعة «البيال» حيث عُقد أمس مؤتمر «ربيع لبنان 2008».
القيادي الخطيب، وهو وزير سابق ونائب حالي، شغل منصب نقيب للمحامين ويتمتّع بخبرة واسعة ومعرفة معمّقة بالقانون والأصول، وتحدّث عن «ترسيخ مفاهيم العدالة»، لذا يُستغرب تقديمه خياره السياسي على قواعد العدالة. فكيف تنجح قوى 14 آذار في «إقرار» التحقيق الدولي، علماً أن التحقيق عملية بحث غير نهائية عن الحقيقة، بينما قوى 14 آذار أعلنت أنها تعرف «الحقيقة» منذ ما قبل انطلاق التحقيق. القيادات الآذارية كرّرت معرفتها بالقاتل وأصدرت أحكامها على «الجناة». لكنها ما زالت ترى أن إنشاء المحكمة الدولية «نجاح» لأنها تريد منها استقطاب قوى دولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لشنّ هجوم واسع النطاق على أعدائها «القتلة السفاحين» وحلفائهم من اللبنانيين. وتحت شعار العدالة والحقيقة والحرية وحبّ الحياة، تعمل قوى 14 آذار على استقدام الجيوش الأميركية التي ترى أن ضرب المقاومة «الإرهابية» أولوية في حربها العالمية على الإرهاب.
كيف يرى القيادي الآذاري أن إقرار المحكمة الدولية نجاح، بينما رفضت الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن (قطر)، وأكبر دولة إسلامية في هذا المجلس (إندونيسيا)، إضافةً إلى الدولة الأكبر عددياً في العالم (الصين) والدولة التي قاومت العنصرية والاستبداد بعد نضال طويل (أفريقيا الجنوبية) الموافقة على إنشاء محكمة كهذه، لأنها تتجاوز السيادة اللبنانية وتستحضر التدخل الأجنبي.
وبما أن في لبنان اليوم خلافاً على إنشاء المحكمة الدولية، فهل يجوز اعتبار ما يفرّق أبناء البلد الواحد والعائلة الواحدة والمصير الواحد نجاحاً؟