أنطون الخوري حربجرياً على عادتها عند كلّ تحرك عربي يطال لبنان، تحاول قيادة التيار الوطني الحر تقديم قراءتها لما يمكن أن ينتج من القمّة العربية المقبلة.
ويرى أركان في كتلة التغيير والإصلاح النيابية أن الفشل أصبح العنوان الذي يحكم المراحل السياسية في لبنان منذ عام 2005. وبقي أمام المسؤولين السياسيين أن يصارحوا قواعدهم وجماهيرهم بالإعلان الواضح للفشل في التوافق، وتحميل الشعب المسؤولية، ولو لمرة واحدة، يقرّر فيها مصيره بعيداً عن هواجس قادته السلطوية.
هذا الانطباع التشاؤمي لدى قيادة التيار لا تبدده تعقيدات العمل على انعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق، التي تتصدّر الأزمة اللبنانية جدول أعمالها، وذلك لأسباب عديدة أهمها:
1ـ أنّ مبدأ حضور الحكّام العرب للقمّة تحوّل إلى حلبة نزال للتسابق على ليّ الأذرع وطلب التنازلات المسبقة وربط كامل مهمة الاجتماع العربي بالتجاذب السياسي الحاصل بين سوريا «المضيف» وحلفائها، وبين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.
2ـ أن كل المجريات التحضيرية للقمة لا تشير إلى توصل الأمين العام عمرو موسى إلى حل بشأن تواريخ تنفيذ بنود المبادرة والرد على مطالبة المعارضة بالسلة الكاملة الفورية.
3ـ أن رفض فريق السلطة المتوقّع لتلبية الدعوة إلى القمة لحجج معروفة، لا يقدم ولا يؤخر في الجهود التوافقية لأطراف القمة التي ستصطدم بجدار السياسة الأميركية في المنطقة، التي أبلغت إدارتها «عرب الاعتدال» أنها بين بقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفشل وصول قائد الجيش إلى الرئاسة الأولى، فإنها تعتمد الخيار الأول، وذلك بعد حصول السفارة الأميركية في لبنان على جواب واضح من السنيورة عن نسبة وطبيعة تعاون سليمان معه إذا دعم وصوله إلى الرئاسة.
4ـ أنّ التطوّرات الحالية على خط الاضطراب والتوتر في المنطقة لا يشجّعان على إعطاء الأولويّة للاهتمام الدولي والإقليمي بحلّ أزمة لبنان.
5ـ أن الأولوية الأميركية في هذه المرحلة تتركّز على إنقاذ حكومة إيهود أولمرت من التداعي وإحداث اختراق إيجابي في الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية.
6ـ أن اقتراح الإجماع على تولية قائد الجيش مهمّة تمثيل لبنان في القمة لـ«فض المشكل» أمر غير مرحب به من المعارضة في ظل غياب آلية واضحة لتنفيذ بنود المبادرة العربية، إذ سيعتبر حضور سليمان بمثابة اعتراف رسمي من المعارضة برئاسته العتيدة للجمهورية من دون الاتفاق على البنود الأخرى، ما يعني خسارة المعارضة لشروطها التفاوضية.
من الظاهر أن المعارضة تبطن الإقرار بانتهاء المبادرة العربية التي حملها عمرو موسى إلى لبنان إلى الفشل، وبات من الضروري تغيير قواعد التفاوض من أجل التوصل إلى حلول توافقية، وإلا «فليستمر تطبيع الوضع الحالي حتى إجراء الانتخابات النيابية التي تعيد تكوين السلطة على أسس صحيحة إذا لم تتهرب الحكومة من إجرائها.
وبناء عليه، لن يكون مصير لبنان في القمة العربية أفضل من مصير سائر القمم السابقة، وهي لن تأتي بجديد للبنان أكثر ممّا حقّقت له جهود عمرو موسى.