فداء عيتانيتبهت صور القادة التاريخيين مع قدوم أجيال جديدة إلى الحياة العامة، وثمة من يسعى دون كلل لتحويلها إلى أيقونات وماركات تجارية، تماماً كما حصل مع أرنستو تشي غيفارا، الذي أضحت أسطورته أقرب إلى نجوم الروك والموسيقى منها إلى قائد ثوري أراد تغيير العالم بأجمعه.
الشيء نفسه ينطبق على كمال جنبلاط، الذي على رغم الخلافات الممكنة معه ومع فكره، أراد بعمق تغيير هذه البلاد، وإنهاء سيطرة المارونية السياسية، مطالباً بشراكة حقيقيّة تبدأ عبر العلمانيّة، وعبر ديموقراطية متقدمة، وإصلاح اقتصادي اشتراكي من نمط كان يراه «خطاً ثالثاً»، ومات دون ذلك وهو يعاند من أجل تحقيق حلمه لهذا البلد.
لا يمكن حشر كمال جنبلاط في أيقونة تستخدمها الطوائف للتعبئة بعضها في وجه بعض، ولا يمكن تقريب وجه كمال جنبلاط من مهزلة استجداء دعم البوارج الحربية الأميركية، ولا يمكن فصله عن العلمانية السياسية وعن قضية فلسطين، والصراع مع إسرائيل، وعن الاشتراكية.
وكمال جنبلاط الذي دفع حياته ثمناً لأحلامه يقول «رجل الدولة يجب أن تكون له دائماً عين على المبادئ يستلهمها في مواقفه وتصرّفاته، وعين على الواقع المحيط بتطبيقها».
فداء