strong>علي عطويلم تخطُ بلدة برج الشمالي ـ شرقيّ صور ـ خطوة إلى الأمام في عمليّة إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي خلال حرب تمّوز عام 2006، ولا تزال إلى الآن 27 عائلة تعيش غياباً قسريّاً عن منازلها المهدّمة بالكامل. وربّما لن يعود هؤلاء الأهالي إلى بيوتهم، ما لم تنفّذ دولة اليمن وعدها. وفي هذا الإطار، يشير رئيس البلديّة مصطفى شعيتلي إلى «أنّنا لم نر إلى الآن من اليمن سوى الوعود، من دون أن تنفّذ أيّاً منها».
وكانَت اليمَن قد تبنّت إعادة إعمار برج الشمالي إثر انتهاء الحرب، بما في ذلك تعويض المتضررّين وإنشاء مشاريع إنمائيّة في البلدة، غير أنّ التأخير اليمني في إنجاز هذا الملفّ، جعل الأهالي يملّون الانتظار الذي لم يأتِ بأيّ نتائج فعليّة، ما عدا زيارتين ميدانيّتين قام بهما السفير اليمني السابق في لبنان محمّد عبد المجيد قباطي، الذي اطّلع على حجم الأضرار ... وتأثّر بها، واعداً بإزالتها في أسرع وقت. ولكن ربّما لم يحن الوقت بعد، ذلك أنّ السفير لم يعد إلى البلدة منذ زيارته الأخيرة العام الماضي.
وفي التفاصيل، أنّ أهالي برج الشمالي كانوا قد وُعدوا من دولة اليمن عقب عدوان تمّوز مباشرة بإعادة إعمار بلدتهم، فكانت أولى حماستهم تعليق لافتات ترحيب بالدولة المانحة، فيما انشغل آخرون «بالتحضيرات اللوجستيّة من خلال توسيع الطريق الرئيسيّة للبلدة وتثبيت صورة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والتحضير لبناء نصب تذكاري عند مدخل البرج، شكراً وتقديراً لجمهورية اليمن». ولكن لا شيء إلى الآن، وبالعودة إلى تأثيرات حرب تمّوز على البرج، يشير شعيتلي إلى «أنّ البرج تأثّر بالقصف الإسرائيلي مباشرةً من خلال استهداف منازل المدنيين وأخرى غير مباشرة عبرَ القصف الذي طاولَ بساتينها لاعتقادهم بوجود مقاومين في تلك البقعة».
وفي هذا الإطار، يلفت شعيتلّي إلى أنّ «وعد دولة اليمَن بإعمار البرج قلّل من حظوظها في الحصول على مساعدات وهبات من جمعيّات المجتمع المدني والهيئات الدوليّة العاملة في إطار إعادة إعمار الجنوب، وذلكَ في ظلّ وجود دولة مانحة تولي الرعاية لهذه البلدة»، موضحاً «أنّ هذا الأمر جعلنا نعاني صعوبات، في ظلّ تخلّي الجهة المانحة وعدم اكتراث الدولة بمصيرنا».
ويُرجّح شعيتلّي أن يكون سبب التأخير تبديل السفير السابق بآخر جديد، ولكنّه رغم ذلك، يعرف بأنّ «هناك أسباباً أخرى مبهمة، ونحن غير قادرين على تحليلها وفهمها، علماً بأننا سألنا مجلس الجنوب وهو المعنيّ الأوّل بالملف، لكنّنا لم نجد الإجابات الواضحة إلى الآن».
ويؤكّد شعيتلّي «أنّ المجلس البلدي سيقوم بزيارة السفير اليمني الجديد الأسبوع المقبل من أجل إطلاعه على الأوضاع التي يعيشها الأهالي المدمّرة منازلهم». وسيكتفي شعيتلّي بهذه الزيارة من دون مطالبة الدولة اللبنانيّة بمسؤولياتها لسببٍ واحد «أنّ الدولة تشطبنا من دائرة اهتمامها»، محمّلاً إيّاها المسؤولية الكاملة و«خصوصاً أنّنا أبناء هذا الوطن والدول الأخرى غير ملزمة بنا».
ويأسف شعيتلّي أن «تُستثنى البرج من الإعمار، في الوقت الذي تشارف فيه عمليّة إعادة الإعمار في بعض البلدات الجنوبيّة على النهاية، فيما لا نزال نحن نراوح مكاننا». ومن هذا المنطلَق، أمل «أن تلتزم اليمن بوعدها، وتباشر عمليّة إعادة الإعمار، أقلّه في إحصاء حجم الأضرار الموجودة التي لا نملك عنها أيّة معلومات تفصيليّة في الوقت الحاضر». ووجد شعيتلّي في حال عدم نجاح زيارة السفير الجديد، «أنّ من أولويّات المجلس البلدي الآن رفع الأضرار عن النّاس والتعويض عليهم، أو الانتظار».