نادر فوزتستمرّ ورشة إعادة بناء الدولة منذ أكثر من عقد، ويبدو أننا وصلنا إلى مرحلة «ترميم الحكومة» المتضررة جراء استقالة الوزراء الشيعة وانسحاب الوزير يعقوب الصرّاف واغتيال بيار الجميّل.
حوّل خروج الطرف المعارض من الحكومة، عهد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إلى عهد مشابه لما عاشه الرئيس السابق إميل لحود، فاللاشرعية واللادستورية واللاميثاقية عبارات ارتدّت على الفريق الأكثري الذي يجد نفسه عاجزاً عن تحمّل مسؤولية اتّخاذ القرارات، خوفاً من ردود فعل المعارضة.
ترميم الحكومة يعني أمراً من اثنين: «إما تعيين وزراء بدل الوزراء المستقيلين والمتوفّين، أو زيادة عدد الوزراء»، يقول عضو كتلة اللقاء الديموقراطي، فؤاد السعد، مؤكداً أنه يجري دراسة إمكان إعادة عدد الوزراء إلى ثلاثين. وعن تنفيذ هذه الأفكار، يلفت السعد إلى أنّ الأمر «لا يزال قيد النقاش، ولم يبحث بعد مع رئيس مجلس الوزراء»، مشدداً على أنّ القضية الأهم اليوم في مجلس الوزراء هي بت إذا ما كان لبنان سيحضر القمة العربية في دمشق أو لا.
ويتابع السعد حديثه عن عملية الترميم، فيقول إنّ موقف المعارضة سيكون هو نفسه «مهما فعلت الحكومة»، ولكن إذا اعترضت في الشارع «فهذا موضوع آخر»، في إشارة منه إلى أنّ قرار الفريق الأكثري للتوجّه نحو خطة الترميم مرهون بنوعية موقف المعارضة.
أما مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، رامي الريّس، فيرى أنّ مسألة ترميم الحكومة «تطرح، وهي لا تزال في مراحل نقاشها الأولية في فريق 14 آذار، والهدف منها إيجاد آليات تنفيذية للخروج من حالة الشلل التي حملتها المعارضة إلى الحياة السياسية». ويقول الريّس إنّ هذه الخطة كانت واردة في مراحل سابقة لمواجهة الوضع، وإن «الأكثريةّ تريّثت طويلاً حرصاً منها على سلامة الوطن وأمنه»، مؤكداً أنّ الأمر ليس من باب استفزاز المعارضة بل لتأمين حلول.
وعن آلية الترميم الوزاري، يؤكد الريّس أنّ توسيع الحكومة يمكن أن يأخذ شكلين، عبر «تعيين وزراء شيعة أو آخرين من طوائف أخرى»، بغية إعادة إنتاج نصاب جديد. وعن تعيين وزراء محل كل من بيار الجميّل ويعقوب الصرّاف، يقول الريّس إنّ الأمر هو من باب تأكيد الحضور المسيحي في الحكومة.
ويرى مصدر أكثري أنّ خطة الموالاة هادفة إلى تغيير وجه هذه الحكومة، وإلى إجراء تعديلات في مجلس الوزراء، «من أجل إكسابه الشرعية والميثاقية اللازمتين، ما يسهّل اتخاذ القرارات». ويضيف أنّ بدء الحديث عن «ترميم الحكومة» يعني أمراً واحداً «وهو سير الأكثرية باتّجاه متابعة الحكم بشكل مرتاح بعدما أعطت المعارضة فرصاً عديدة لتحقيق المشاركة».
ويتابع المصدر حديثه، مؤكداً أنّ الرئيس الأسبق أمين الجميّل هو المرشح الأول لخلافة ابنه الراحل في وزارة الصناعة، مضيفاً أن «تعيين بديل ليعقوب الصرّاف لن يكون صعباً، إلا أنّ الصعوبة هي في تحديد أسماء شخصيات شيعية لملء فراغ وزراء هذه الطائفة».